توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معاذ الكساسبة بطل والقتلة برابرة

  مصر اليوم -

معاذ الكساسبة بطل والقتلة برابرة

جهاد الخازن


كان عنوان «الحياة» عن حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة «بربرية». لا أذكر أنني قرأت مانشيت جريدة عربية أو غربية في كلمة واحدة إلا أن هذه الكلمة تُغني عن ألف، فقد كانت في الصميم.
كيف يعزي إنسان رجلاً فقد ابنه؟ مررت بمثل هذه التجربة أمام موت طبيعي، ولم أستطع أن أواجه الوالد المفجوع، فكيف يواجه الواحد منا صافي الكساسبة، وما هي الكلمات التي يمكن أن تُسري عن نفس رجل فقد ابنه البطل بهذه الطريقة البربرية؟ الكلمات تظل مقصِّرة.
أسمع طلبات تطالب بالانتقام، وأنضم إليها بعد أن قضيت العمر طالب سلام، حتى بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأسجل على نفسي في لحظة الغضب والحزن أنني أتمنى وأدعو أن يُقتل الإرهابيون جميعاً، وأن نرى نهاية لإرهابٍ يقتل المسلمين باسم الإسلام.
الإسلام بريء من هؤلاء المجرمين، وثقتي كاملة بأن النظام في الأردن سيجد طريقة للانتقام تتجاوز إعدام إرهابي وإرهابية في السجن منذ سنوات.
ثمة تجربة واضحة من أيام حكم الملك عبدالله الثاني، فقد كانت الطائرة تهبط بنا في مطار عمّان وأنا في طريقي لحضور زفاف ابنة صديق، عندما جاء إليّ الطيار، وقال لي إن رجال أمن سيكونون بانتظاري على باب الطائرة. قلت له إن العادة أن يستقبلني واحد منهم عند ختم جوازات السفر. ورد الطيار أن هناك انفجارات في فنادق عمّان وضحايا.
ذلك اليوم 9/11/2005 لا يُنسى، وذهبت من الطائرة إلى المستشفى، وفجعتُ بموت صديق عزيز هو مصطفى العقاد وابنته ريما، وأصدقاء آخرين.
كان وراء هذا العمل الإجرامي الفظيع الذي سقط فيه 57 قتيلاً و115 جريحاً، الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي. والاستخبارات الأردنية أرسلت إليه رجالاً زعموا أنهم يريدون أن ينضموا إلى جماعته، وهم بثوا بعد ذلك إشارة إلى حيث يوجد فأغارت عليه طائرات أميركية وقتلته كما يستحق. الأردن حقق في أشهر ما عجزت عنه قوات الاحتلال الأميركية في سنوات.
الملك عبدالله الثاني وحكومته وقادة جيشه أعلنوا أن دم الشهيد معاذ لن يذهب هدراً، وأنا واثق من أنهم يعنون ما يقولون، وسيرى الإرهابيون انتقاماً مدوياً.
في غضون ذلك شاهدت تظاهرات وقلة من الأردنيين تلوم الحكومة. كان من المستحيل أن تُذعِن الحكومة لطلبات الإرهابيين. هي لو فعلت لَخطف الإرهابيون في اليوم التالي أردنياً أو أردنية، ولزادوا حجم المطالب.
الإرهابيون طلبوا 200 مليون دولار للإفراج عن المخطوفَيْن اليابانيَيْن، إلا أن حكومة شينزو آبي لم تستجبْ لهم، وما كانت تستطيع لأن الإرهابيين، مرة أخرى، كانوا سيعودون إلى خطف يابانيين آخرين ورفع سقف الفدية.
العالم كله دان قتل الرهينتين وعاد ليدين قتل معاذ الكساسبة. أضم صوتي بالإدانة، وأنضم في الحزن إلى أسرة الكساسبة والأردنيين كافة، فالجريمة بربرية لا يمكن أن يرتكبها إنسان سويّ.
غير أن الإدانة لا تكفي وإنما أطالب برد يقصم ظهر الإرهاب، فلا يُقتل بريء بعد ذلك. رحم الله معاذ الكساسبة، وألهم والده والعائلة كلها الصبر. هم أهلنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معاذ الكساسبة بطل والقتلة برابرة معاذ الكساسبة بطل والقتلة برابرة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon