توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يمشي في جنازة الضحية المسلم

  مصر اليوم -

من يمشي في جنازة الضحية المسلم

جهاد الخازن

لاسانا باثيلي، البطل المسلم في حصار سوبرماركت كوشر، سيُمنَح الجنسية الفرنسية. وما سبق عنوان خبر في مطبوعة غربية. والشرطي الفرنسي المسلم أحمد مرابط، الذي قتِل وهو يسرع للدفاع عن موظفي مجلة «شارلي ايبدو»، مُنِح بعد موته أعلى وسام فرنسي، وسام جوقة الشرف. مرة أخرى، لعلها المرة الألف، أدين الإرهاب والإرهابيين وأعتبر كل مَنْ يحاول أن يجد لهم الأعذار شريكاً في إرهابهم.
بطلان مسلمان فرنسيان نالا بعض حقهما من التغطية الإخبارية، إلا أن ذلك لا يقاس شيئاً بالتغطية الإعلامية الإغراقية عن أربعة قتلى يهود في السوبرماركت دفِنوا في إسرائيل. لولا تدخل باثيلي لربما كان القتلى اليهود عشرة أو أكثر، إلا أن الخبر الأهم هو عن اليهود الأربعة وأقرأ: فرنسا تبكي معكم. ألوف في حداد مع دفن الضحايا اليهود.
هل بكت فرنسا مع الفلسطينيين وحكومة إسرائيلية إرهابية تقتل حوالى ثلاثة آلاف منهم في عشرة أيام؟ وهل خرج ألوف الأميركيين أو البريطانيين في جنازة 517 طفلاً قتلتهم دولة إرهاب المؤسسات؟
للشعوب الغربية كلها مواقف طيبة تأييداً للفلسطينيين، إلى درجة أن أقرأ أن حكومة الفاشست الإسرائيلية قاطعت زيارة وزيرة خارجية السويد مارغريت والستروم القدس احتجاجاً على اعتراف السويد بدولة فلسطين.
تصوروا معي وزير خارجية إسرائيل بلطجي ومستوطن من مولدافا هو أفيغدور ليبرمان يرفض مقابلة وزيرة اسكندنافية. إذا كان للطهر السياسي اسم آخر فهو السياسة الخارجية لدول من نوع السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا. وإذا كان للنذالة السياسية اسم آخر فهو حكومة إسرائيل.
أنذلهم بنيامين نتانياهو الذي رأى أن لجوء دولة فلسطين إلى محكمة جرائم الحرب الدولية «فضيحة» وأيضاً «أمراً مخزياً». نتانياهو فضيحة وهو الخزي بعينه، فقد رأس حكومة قتلت مدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، والمحكمة الدولية بدأت تحقيقاً أولياً في اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. لو كان نتانياهو بريئاً لرحَّب بالتحقيق لأنه سيقرر مَنْ هو الظالم ومَن هو المظلوم. إلا أنه مجرم حرب لذلك يشن حرباً جديدة على محكمة دولية ليدين نفسه مرة أخرى.
مياه نهر النعامين أيام الفيضان لا تكفي لغسل دماء الأبرياء عن يديّ نتانياهو فيعترض ويحتج ويدين حكومته كلها قبل أن يدينها تحقيق دولي.
في غضون ذلك هناك حملة عن لا ساميّة جديدة في أوروبا وأخطار تهدد اليهود، في كل بلد فأقرأ أن نتانياهو حث يهود فرنسا على الهجرة إلى إسرائيل، وأيّده كتّاب ليكوديون. إلا أنني واثق من أنهم لا يريدون قتل الأطفال مثله لذلك أقرأ أن كثيرين منهم يفكرون في الهجرة إلى بريطانيا حيث يشكو اليهود المحليون من لا ساميّة جديدة على غرار لا ساميّة ثلاثينات القرن الماضي.
أدين اللاساميّة بالمطلق إدانتي الإرهاب، ولكن لاحظت مع ذرف الدموع وفرك الأيدي أن لا أحد يقول إن السبب الأول والأهم لعودة اللاساميّة ضد اليهود هو جرائم حكومة نتانياهو، فهي مسجلة بالصوت والصورة ولطم الوجوه.
حاخام يهودي هو مناحيم مانغولين، مدير الجمعية اليهودية الأوروبية، كتب إلى وزراء الخارجية الأوروبيين يطالبهم بتسليح اليهود في بلادهم. هل هذا حل؟ ماذا سيحدث إذا قام يهودي ليكودي في هذا البلد أو ذاك بطرد أسرة جاره المسلم من بيتها واحتلال البيت؟ هناك ألف سابقة على ذلك في فلسطين المحتلة.
بما أن الضحايا من الفلسطينيين أضعاف أضعاف القتلى من اليهود فتسليحهم قبل غيرهم هو المنطق. إلا أن هذا ليس حلاً. الحل هو حماية الناس جميعاً، وأن تكون السلطات الرسمية مسؤولة عن الحماية، بدل شريعة غاب يَحمِل فيها الزين والشين سلاحاً يهدد الآخرين به.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يمشي في جنازة الضحية المسلم من يمشي في جنازة الضحية المسلم



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon