جهاد الخازن
أسهل طريقة ليعرف القارئ العربي مَنْ يفضل رئيساً للولايات المتحدة هو أن يتابع مَنْ يؤيد هذا المرشح أو ذاك، فإذا كان من ليكود أميركا دعاة الحرب، فالمرشح يؤيد الإرهاب الإسرائيلي مثلهم.
لا نحتاج مع السيناتور ليندسي غراهام، وهو جمهوري من ساوث كارولاينا، إلى متابعة مؤيديه ومعارضيه، فسجله معروف، وهو أيَّد كل حرب على العرب والمسلمين، ولم يتغير بل زاد تطرفاً، وعندما تحدث عن تمويل حملته الانتخابية قال: إذا شكلت فريقاً مالياً يجعلني قادراً على البقاء في ميدان المنافسة، فقد يكون عندي أول حكومة كلها من اليهود في أميركا بسبب التمويل الهادف إلى تأييد إسرائيل. الأساس هو أن عندي تأييداً كبيراً من التمويل الإسرائيلي الولاء.
هو انتقد مرة بعد مرة سحب باراك أوباما القوات الأميركية من العراق، وأصرّ على استعمال سياسة متشددة إزاء إيران. وأطمئن القارئ العربي إلى أن الحزب الجمهوري لن يرشحه للرئاسة فهو من نوع «سياسي الأمس» والأحداث سبقت تطرفه.
أيضاً الحزب الجمهوري لن يرشح السيناتور ماركو روبيو، الجمهوري من فلوريدا الكوبي الأصل، فهو في هذه الحملة تحديداً طالب شهرة ليس مرشحاً محتملاً، وكانت «نيويورك تايمز» كشفت عدد مخالفات السير التي سجلت له بتهمة السرعة، وعن البذخ أو الإسراف في إنفاقه الشخصي بعد حياة صعبة في البداية، تراكمت عليه فيها الديون وهو طالب، ثم عندما حصل على قرض لشراء بيت. مجلة «كومنتري» الـ «ليكودية» هبَّت للدفاع عنه ما يعني أنه من نوعها سياسياً.
ربما زدت هنا حاكم تكساس السابق ريك بيري، فهو مرشح محتمل إلا أن حظوظه قليلة إلى معدومة خارج جماعة إسرائيل، ومنهم مرة أخرى مجلة «كومنتري» التي تقترح أن يُعطى فرصة.
في مثل هذا الوضع يبقى راند بول، السيناتور من كنتاكي، مرشحي الجمهوري المفضل للرئاسة فهو ابن أبيه رون بول، عضو الكونغرس السابق، ويعارض المغامرات العسكرية الأميركية في الخارج. هو صريح جداً، ففي مقابلة تلفزيونية، قال أن صقور الحزب الجمهوري مسؤولون عن قيام «داعش» ونشاط الجماعات المتطرفة في ليبيا. والنتيجة أن ليكود أميركا من أنصار إسرائيل، مثل الموقع الإلكتروني «فرونت بيدج»، حملوا عليه بحدة وشدة.
في هذا الوضع يبقى جيب بوش المنافس المتقدم بين الجمهوريين في الترشيح للرئاسة. وأريد أن أؤكد للقارئ العربي أنه ليس من نوع أخيه الأحمق جورج دبليو بوش، بل هو أقرب إلى سياسة أبيه الحكيم جورج إتش دبليو بوش.
أتوقع أن يتبع جيب بوش سياسة أميركية، لا إسرائيلية، إذا دخل البيت الأبيض، وهو تحدث عن مواجهة روسيا من منطلق القوة، إلا أنني قرأت كلامه مرتين ولم أجد أنه يدعو إلى مواجهة عسكرية.
المقال اليوم، في أكثره، عن المتنافسين الجمهوريين للترشيح للرئاسة، لأن الوضع بينهم لم يُحسَم بعد، رغم تقدم بوش وبعده راند بول. على الجانب الديموقراطي يبدو أن هيلاري كلينتون فازت بالترشيح قبل تصويت أعضاء الحزب في ولايات مختلفة لاختيار مرشح.
هي تريد أن يُعطى الأميركيون جميعاً فرصة للنجاح لا رؤساء الشركات الكبرى وحدهم. وأقرأ أن 57 في المئة من الناخبين الديموقراطيين يؤيدونها مقابل 16 في المئة مع بيرتي ساندر و2 في المئة مع مارتن أومالي. أعرف السياسة الأميركية جيداً بحكم الإقامة والعمل ولا أعرف هذين «المرشحين» فأقول أن هيلاري كلينتون ستكون مرشحة الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية في الثلثاء الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 2016.