توقيت القاهرة المحلي 07:14:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أبو مازن» بعد «أبو عمار»

  مصر اليوم -

«أبو مازن» بعد «أبو عمار»

د. وحيد عبدالمجيد


لم يكتشف الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) أنه أضاع كفاحه وقضية شعبه فى يوم توقيعه على اتفاق أوسلو إلا بعد فوات الأوان.
ظن أنه سيكسر »الحصار المالي« الذى فُرض على منظمة التحرير بسبب موقفها تجاه الغزو العراقى للكويت، فإذ به يضع شعبه تحت حصار سياسى جغرافى إسرائيلي، ويدخل بقدميه سجناً اختاره بنفسه وفرح به فى البداية.
حاول أبو عمار الفكاك من سجن أوسلو بعد أن احتاج إلى أكثر من سبع سنوات لاكتشاف حقيقته، فساند الانتفاضة الثانية التى بدأت عام 2000 معتقدا أن فى امكانه الجمع بين المقاومة والمفاوضات. وعندئذ قررت إسرائيل الخلاص منه، بعد أن صار أسير مقر »الرئاسة« فى »المقاطعة» بقراره وإرادته.

ولذلك يُثار السؤال الآن عن مصير خلفه محمود عباس (أبو مازن) الذى قام بالدور الرئيسى فى «هندسة» الاتفاق الذى صار أسيراً له بدوره.

حاول أبو مازن تجنب المصير الذى لقيه سلفه، فرفض أشكال المقاومة كلها وليست السلمية منها فقط، وناصب كل من يهجس بها العداء، وراهن على أن يفوز بثقة العدو ليحصل منه على أى شئ, غير أن شره العدو وتجبره أحبط رهانه على المفاوضات، وعلى الولايات المتحدة، بعد أن قطع الطريق على أية خيارات سياسية موازية، وترك »مؤسسات« سلطته نهباً للفساد وعُرضة للتآكل، ولم يتعامل بجدية حتى مع جهود دولية استهدفت مقاطعة إسرائيل ونزع الشرعية عنها.

ولذلك يجد نفسه اليوم فى مأزق تاريخى يفوق ما كان سلفه فيه. ويحاول البحث عن مخرج منه عبر انتهاج طريق يمكن أن نسميه »المقاومة الدبلوماسية«، ولكن فى غياب رؤية سياسية لكيفية التعامل مع مسار أوسلو المسدود، وفى غياب حالة شعبية توفر امكانات الصمود أمام الضغوط الصهيونية، وفى وضع يتيح لإسرائيل التحكم فى موارد السلطة وبالتالى فى رواتب موظفيها والإعانات التى تقدمها وصار صعباً الاستغناء عنها أو تخفيضها.

أما التهديد بحل السلطة وتسليم مفاتيحها إلى إسرائيل أو الأمم المتحدة فهو يبدو »طق حنك«، نظراً لقوة الطبقة الفلسطينية المستفيدة منها، ولأن قطاعاً كبيراً من أهل الضفة يعتمدون عليها فى معاشهم. كما أن شبح مصير أبو عمار يلوح أمام أبو مازن ويمنعه عن اتخاذ قرار بهذا الحجم. ومع ذلك يظل السؤال الكبير:هل يلقى أبو مازن مصير أبو عمار؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أبو مازن» بعد «أبو عمار» «أبو مازن» بعد «أبو عمار»



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon