توقيت القاهرة المحلي 00:47:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سى الباجى»!

  مصر اليوم -

«سى الباجى»

د. وحيد عبدالمجيد

يبدو الباجى قائد السبسى زعيم حركة «نداء تونس» هو المرشح الأول فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت أمس بعد أن فازت هذه الحركة بالمركز الأول فى الانتخابات البرلمانية التى أُجريت فى 26 أكتوبر الماضى. ولذلك تُثار أسئلة كثيرة حول اتجاهاته.

 فلم يكن «سى الباجى», كما يُلقب, فى قلب دائرة الضوء فى أى وقت مضى مثلما هو الآن، رغم أنه بدأ نشاطه السياسى فى خمسينيات القرن الماضى فى صفوف الحركة الوطنية التونسية. وقام بأدوار مهمة فى مرحلة حكم الحبيب بورقيبة، التى تشبه فى بعض جوانبها مرحلة جمال عبد الناصر فى مصر.

فيجمع الناصرية والبورقيبية أن كلاً منهما قامت على مشروع للتنمية والتحديث والتقدم من خلال سياسات للإصلاح الزراعى والتصنيع والتوسع فى التعليم. ورغم أنهما افتقدتا الديمقراطية.. ارتبط المشروع البورقيبى بتطور مجتمع مدنى فى مصر فلكل مساوئ طابعها التسلطى بخلاف المشروع الناصرى الذى أضعف هذا المجتمع وحاصر الحريات العامة فى آن معا.

وبخلاف الأوضاع الداخلية التى توجد قواسم مشتركة بين المشروعين بشأنها، اختلفت سياستهما الخارجية تماماً. فقد حرص بورقيبة على تدعيم العلاقات مع الغرب، وقفز على الميراث الاستعمارى الذى ظل مؤثراً على توجهات عبد الناصر لأسباب فى مقدمتها قرب مصر جغرافياً وسياسياً من فلسطين وانخراطها المباشر بالتالى فى الصراع المركزى فى المنطقة حينئذ.

وتولى «سى الباجى» مناصب عدة فى المرحلة البورقيبية، ثم كان أول رئيس للبرلمان فى عهد زين العابدين بن على قبل أن ينسحب من المشهد فيما يسميه هو «توقفاً اضطرارياً». ورغم أنه لم ينتقد نظام بن على فى أى وقت، ولم يستقل رسمياً من حزب التجمع الدستورى، فقد ابتعد عن الحياة السياسية منذ أن انقلب الرئيس السابق على تعهداته التى أعلنها عند توليه الرئاسة عام 1987 بشأن بناء نظام ديمقراطى.

والأرجح أنه وجد من الصعب عليه، وهو الذى شارك فى مشروع لبناء دولة حديثة، أن يكون جزءاً من «مشروع» لا أفق له إلا المحافظة على سلطة فاسدة.

ولذلك يظلمه من يقول إنه عائد من نظام بن على. فهو ينتمى إلى مشروع بورقيبة الوطنى. ولكن التحدى الأول والمصيرى الذى يواجهه هو تقديم مشروع للمستقبل لم يظهر ما يدل على وجوده حتى الآن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سى الباجى» «سى الباجى»



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon