توقيت القاهرة المحلي 08:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نوارة» .. وحسين سالم!

  مصر اليوم -

«نوارة»  وحسين سالم

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

ستكفر «نوارة» بثورة 25 يناير، أو ستزداد نقمتها عليها إذا كانت قد كفرت بها، عندما تعلم أن كل ما ستستعيده مصر من رجل الأعمال الأسطورى حسين سالم مقابل التصالح معه هو 5.6 مليار جنيه، أى حوالى 650 مليون دولار لا غير. تمخض جبل المفاوضات الطويلة معه فولد «فأرا», وهو الذى فُتحت أمامه أبواب أهم مصادر الثروة على مصراعيها فى أراضى شرم الشيخ وتصدير الغاز الطبيعى إلى إسرائيل، وتسلح بنفوذ السلطة و«سيف» رأسها شخصياً، وصار قادراً على أن يملأ خزائنه. «نوارة» هى بطلة فيلم المخرجة هالة خليل الجديد الذى يقدم رسالة ملتبسة بشأن ثورة 25 يناير. ولكن ما لا يُختلف على فهمه، ولا يُختلف عليه أيضاً، فى هذه الرسالة أن الفقراء لم يشاركوا فى الثورة التى كانت الطبقة الوسطى هى عمادها0 ولكن كثيرا منهم علقوا آمالاً عليها عندما أُعلن تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك, لأنهم تطلعوا للحصول على نصيب لكل منهم فى الأموال التى نهبها أركان نظامه. و«نوارة»، التى تؤدى الفنانة منة شلبى دورها، واحدة من هؤلاء الذين حلموا باستعادة الأموال المهربة، وانضم بعضهم لهذا السبب الى الاحتفالات التى عمت شوارع مصر خلال الساعات التالية لإعلان تنحى مبارك. فالفقراء والمهمشون لا يشاركون فى عمل عام لأن الآثار المدمرة للفقر المدقع أبعد بكثير من العوز والحاجة وحتى الجوع. فالفقر يخلق شعوراً بالانكسار، وإحساساً بالانتهاك، ويؤدى إلى تقوقع على النفس. ويقترن ذلك بشعور بالضياع وعدم الأمان، وميل إلى التشكك فى الآخر، أو التوجس منه، وإحساس مستمر بالخوف من كل ما يحيط به. ومن الطبيعى أن يؤدى هذا كله إلى عزوف عن المشاركة. ويزداد هذا العزوف فى ظل انغماس الفقير فى السعى إلى جمع قوت يومه ومن يعولهم، حيث يصبح الاهتمام بما يتجاوز ذلك اترفاً« أو ارفاهية» لا يملكها.ولذلك تعيش الفئات الدنيا فى دوائر مغلقة، خاصة كلما ضاقت فرص الحراك الاجتماعى بشكل طبيعى. وهناك استثناءات بالطبع على هذه القاعدة العامة، مثلها مثل أية قاعدة فى العلوم الاجتماعية. ولكن ثورة 25 يناير لم تشهد هذا الاستثناء. ولذلك صار قطاع واسع من الفئات الدنيا هو الأكثر نقمة عليها، والأشد استجابة للخطاب المعادى لها، عندما مضت الأيام دون أن يتحسن شىء فى حياتهم، بل أخذت أوضاعهم تزداد سوءاً. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نوارة»  وحسين سالم «نوارة»  وحسين سالم



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon