توقيت القاهرة المحلي 08:38:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطلال «تعددية السادات»

  مصر اليوم -

أطلال «تعددية السادات»

د. وحيد عبدالمجيد

يُحسب لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية تنظيم ندوة قبل أيام بمناسبة الذكرى الأربعين للمرحلة الثالثة فى تاريخ التعددية الحزبية. بدأت تلك المرحلة عام 1976، بعد انقطاع نحو ربع قرن عن المرحلة السابقة عليها.

لم تتذكر أى جهة سياسية أو أكاديمية أخرى الذكرى الأربعين لإعلان الرئيس الراحل أنور السادات فى نوفمبر 1976 تحويل التنظيمات الثلاثة التى أُنشئت فى إطار «الاتحاد الاشتراكي» إلى أحزاب سياسية. لم يبق من تلك الأحزاب الثلاثة إلا أطلال حزب واحد (حزب التجمع)، لأن الحالة التعددية التى كان من باكورة أحزابها صارت أطلالا هى الأخري.

كان فى إمكان السادات أن يدخل تاريخ الديمقراطية فى العالم عندما استجاب للمطالب التى تنامت بعد حرب 1973 سعيا إلى تعددية حزبية تكون أساسا لنظام ديمقراطي. ولكنه لم يتحمل هذه التعددية لأكثر من شهور قليلة. فما أن نشبت انتفاضة يناير 1977 الشعبية ضد قرار رفع الأسعار حتى شرع فى غلق المجال العام قبل أن تكتمل عملية فتحه. وصَّب غضبه وقتها على اليسار المصرى الذى كان حزب التجمع هو التعبير العلنى عنه. وأخذ التضييق عليه يزداد، ويمتد إلى حزب الأحرار الذى وُصف بأنه حزب اليمين رغم أنه لم يكن له لون ولا اتجاه.

وبعد أن فعلت إجراءات التضييق والحصار السياسى فعلها فى إضعاف حزبى الأحرار والتجمع، عصف السادات بحزب مصر العربى الاشتراكى التابع له أيضاً. اتهمه بأنه لا يقوم بدور فاعل، متناسياً أن أى حزب حاكم يظل فى حضَّانة السلطة ما لم توجد تعددية حقيقية لم تعرفها مصر إلا لشهور قليلة فى أواخر 1976 وأوائل 1977.

وهكذا خنق السادات تجربة التعددية الحزبية التى أطلقها فى مهدها. وواصل مبارك سياسته فى خنق التعددية الحزبية، وفى عقد صفقات مع جماعة «الإخوان» لفتح المجال العام الاجتماعى أمامها فى مقابل التزامها بسقف منخفض فى العمل السياسي. اقتنع مبارك «ـبنظرية» شريرة لأحد مستشاريه، وهى أن «الإخوان» بديل مستحيل لا خوف منه، بخلاف الأحزاب التى ستصبح بديلاً ممكناً إذا تُركت تعمل بحرية فكبرت وتوسعت. وكانت مهمة مبارك فى هذا المجال يسيرة لأن السادات خنق التعددية الحزبية قبل اغتياله، وأوجد حالة دفعت الأحزاب للانغماس فى صراعات داخلية بعد غلق المجال أمام أى تنافس حقيقى بينها, فساهمت بذلك فى تسهيل عملية تهميشها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطلال «تعددية السادات» أطلال «تعددية السادات»



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon