توقيت القاهرة المحلي 08:38:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اختبار حقيقى للحكومة

  مصر اليوم -

اختبار حقيقى للحكومة

د. وحيد عبدالمجيد

لا نعرف بعد محتوى البرنامج الذى ستقدمه الحكومة الى البرلمان عندما يلتفت الى مسئولياته التى انشغل عنها بلائحة طال إعدادها والنقاش والتشاجر حولها0 كان مفترضا أن تعلن الحكومة هذا البرنامج منذ تشكيلها0 ولكنها أغفلت ذلك لشهور0 والمهم الآن أن يكون برنامجا حقيقيا، وليس سجلاً يضم بعض المشاريع0

ولا نعرف أيضا هل تدرك الحكومة أن برامج الحكومات فى هذا العصر ترتبط بمفهوم استدامة التنمية الذى أخذ فى التبلور عبر تقارير عدة للأمم المتحدة وغيرها، ونقاشات فى كثير من المحافل الدولية، منذ انعقاد قمة الأرض فى ريودى جانيرو عام 1992.

ويقوم هذا المفهوم على عدة مقومات أساسية تُعد كلها مهمة، ولكن يكتسب ثلاثة منها أهمية خاصة فى المرحلة الراهنة، وهى ربط النمو الاقتصادى بالعدالة، وتحقيق تنمية اجتماعية شاملة، أى تشمل الغذاء والصحة والتعليم والطاقة فى إطار منظومة متكاملة تدمج المهمشين فى المجتمع، وتغير أنماط الاستهلاك والإنتاج لتكون أكثر تركيزاً على الحاجات الأساسية، وحرية كل إنسان رجلاً كان أم امرأة فى الاختيار والتعبير عن نفسه والمشاركة فى إدارة الشأن العام فى بلده.

وبغض النظر عن تبنى الحكومة برنامجاً يقوم على هذه المقومات من عدمه فمن الضرورى أن تلتزم بها فى سياساتها العامة. وفى دستورنا الجديد ما يتيح ذلك، وخاصة النصوص التى تُلزم الحكومة بتخصيص نسب محددة من الإنفاق العام للصحة والتعليم والبحث العلمي.

فتنص المادة 18 على تخصيص نسبة لا تقل عن 3% من الناتج القومى الإجمالى للإنفاق على الصحة، على أن تزداد تدريجياً حتى تتفق مع المعدلات العالمية. وتُلزم المادة 19 الحكومة بالأمر نفسه فى مجال التعليم قبل الجامعى على أن تكون النسبة 4%. وتكمل المادة 21 ذلك بتخصيص نسبة 2% من الناتج القومى الإجمالى للتعليم العالي، والمادة 23 بتخصيص نسبة 1% من هذا الناتج للبحث العلمي.

ولم نجد فى موازنتى 2014-2015، و 2015-2016 ما يدل على الالتزام بهذه النصوص، وفق ما حددته المادة 238 وهو أن يبدأ تنفيذ هذه المواد اعتباراً من تاريخ العمل بالدستور (18 يناير 2014)، على أن يكتمل تخصيص النسب المحددة فى موازنة 2016-2017 التى بدأ العمل فى إعدادها. وهذا اختبار حقيقى للحكومة، سواء فيما يتعلق ببرنامجها، أو فى أدائها على وجه العموم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختبار حقيقى للحكومة اختبار حقيقى للحكومة



GMT 08:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ألف سؤال.. وسؤال

GMT 08:36 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كنز في أسيوط!

GMT 08:33 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

نقطة ومن أول السطر.. انتهى مهرجان 45 وبدأ 46!

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الزلزال الأمريكى

GMT 08:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الثروة الغائبة!

GMT 08:23 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

منال عوض ميخائيل!

GMT 08:21 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

بين 2019 و2024

GMT 08:19 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع قوى أم صراع حضارات؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon