توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإرهاب الصهيونى

  مصر اليوم -

الإرهاب الصهيونى

د. وحيد عبدالمجيد

 لم يعد مثيراً للدهشة أن يتابع العرب حكومات وشعوباً الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينين وكأنها أحداث عادية لا تتطلب سوى عقد اجتماع لوزراء الخارجية لابراء الذمة وارسال بعض المساعدات. فقد أصبح الدم العربى رخيصاً. وتعود العرب على المشاهد الدموية التى صارت يومية تقريباً فى عدد متزايد من بلادهم.

وإذا كانت حكومات عربية فى سوريا والعراق بصفة خاصة، وفى غيرهما بدرجة أقل، تنافس الجماعات الارهابية فى قتل من يخالفونها، فكيف نتصور أن يؤدى قتل حكومة نيتانياهو فلسطينيين إلى أكثر من شعور عابر بالألم فى أفضل الأحوال. فقليل هم العرب الذين مازالت المجازر الصهيونية تثير غضبهم وتدفعهم إلى التفاعل معها بأى صورة تتجاوز «مصمصة الشفاه».

كما أن الحكومات العربية التى تتعامل مع آلة القتل الإسرائيلية كما لو أنها تحصد الأرواح فى قارة أخرى فى مكان قصى لم تعد معنية بالعدو الصهيونى لأن معاركها الرئيسية الان إما ضد شعوبها أو ضد الإرهاب، أو فى مواجهة هذا وذاك فى بعض الحالات.

ولذلك فمادام الإرهاب الان مصدر التهديد الرئيسى الذى يتضاءل بجواره أى خطر آخر، فليتنا نتذكر أن آلة القتل الإسرائلية ما هى إلا نمط من أنماط الإرهاب بل تنطوى على اثنين من هذه الأنماط. أولهما نمط إرهاب الدولة الكلاسيكى الذى صار جزءاً لا يتجزأ من دراسات الظاهرة الإرهابية فى حقول النظم السياسية والعلاقات الدولية والقانون الدولى منذ سبعينيات القرن الماضى. وليست قليلة الدراسات التى عالجت السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ولبنان من هذه الزاوية.

أما النمط الثانى فهو الإرهاب «الميليشياوى» الأكثر شيوعاً فى المنطقة الان، والذى يهدف لتحقيق أهداف سياسية عبر الترويع. فكان هذا الإرهاب أداة رئيسية ضمن الأدوات التى اعتمدتها الصهيونية لاحتلال فلسطين وإقامة كيان يهودى عليها. ومازال لهذا النمط حضوره حتى الآن فى ممارسات مجموعات من المستوطنين الذين لا يقلون إجراماً عن أى منظمة إرهابية تقض مضاجع العرب هنا أو هناك الآن.
فليتنا ننظر إلى الإجرام الصهيونى باعتباره إرهاباً لكى ينال شيئاً من اهتمامنا مادمنا لم نعد نهتم إلا بما يوصف بأنه إرهاب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب الصهيونى الإرهاب الصهيونى



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon