توقيت القاهرة المحلي 02:51:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغرق فى الظلام

  مصر اليوم -

الغرق فى الظلام

د. وحيد عبدالمجيد

ليبيا تغرق فى الظلام. 70 فى المائة من مناطق قطاع غزة بلا كهرباء. الظلام ينتشر فى شرق دمشق ويمتد إلى حلب. الظلام يتصاعد واستهلاك الكهرباء يسجل أعلى معدلاته فى تاريخ مصر. توسع المعارك فى شمال العراق يؤثر على محطات توليد الكهرباء والظلام يعُم المزيد من المناطق.

هذه، وغيرها كثير، عناوين وردت فى ثنايا نشرات أخبار وتغطيات صحفية وتليفزيونية خلال الأيام الماضية. ويجمع بينها أن مشكلة الكهرباء هى إحدى الأزمات التى باتت تمثل عبئاً متزايداً على قطاعات واسعة من الناس فى منطقتنا، سواء نتيجة المعارك الدموية التى تخرّب الأخضر واليابس فى عدد من البلاد، أو بسبب سوء إدارة بعض هذه البلاد وتفشى الفساد فيها طويلا.

ولذلك تزداد أعداد العرب من يعيشون فى الظلام لساعات قليلة كل يوم أو كل أسبوع، أو لأيام كثيرة تطول أو تقصر حسب الأحوال.

غير أن ظلاما ناتجا عن انقطاع «نور الكهرباء» ليس الا احد تداعيات الظلمة المترتبة على غياب نور العقل فى الوقت الذى تغرق المنطقة فى مستنقع من التخلف لم تعرف مثله منذ أن بدأت فى الانتقال إلى العصر الحديث الذى لم يتسع لها ولم تصبح هى مؤهلة له بعد. فظلام العقل هو أخطر أنواع الظلام على الإطلاق. كما أنه السبب الرئيسى وراء الأزمات التى تراكمت على مدى عقود طويلة وأنتجت المشهد المأساوى الراهن فى المنطقة بكل جوانبه، بما فيها انقطاع الكهرباء.

ولذلك فعندما نقرأ أو نسمع خبراً عن ظلام هنا وهناك، ينبغى أن يتجه تفكيرنا فى المقام الأول إلى منبع كل ظلام وهو العقل حين يضمر أو يتجمد. فهذا هو جوهر المرض الذى تفاقم فى العقود الأخيرة وجعل علاقتنا بالعصر الحديث شكلاً فارغاً من المضمون. ولذلك تبدو المعارك السياسية والفكرية الضارية بين كثير ممن يظنون أنهم يدافعون عن الحداثة ومن يعتقدون أنهم يحرسون التقاليد الدينية وغيرها أقرب إلى مسرح عبثى. فما يجمع هؤلاء وأولئك, وهو رفض الاخر واقصاؤه والنزعة شبه الفاشية, أقوى من كل ما يتصارعون عليه كما أننا نتحدث عن دول عربية بينما الواقع ينطق بغياب أهم مقوماتها, وهو العقد الاجتماعى الديمقراطى لا سبيل إليه دون حد أدنى من نور العقل 0وحين يضئ هذا النور حياتنا سينتهى كل ظلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغرق فى الظلام الغرق فى الظلام



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon