توقيت القاهرة المحلي 05:36:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القمح يتحدى البرلمان

  مصر اليوم -

القمح يتحدى البرلمان

د. وحيد عبدالمجيد

هل يترك مجلس النواب قضية زراعة القمح لتلقى المصير الذى انتهى إليه القطن المصرى بعد موافقة المجلس على قانون

يُجهز على زراعته؟ يمثل هذا السؤال أحد أهم التحديات التى تواجه البرلمان فى قضية يُفترض أنه لا توجد خطوط حمراء تفرض عليه الصمت بشأنها، فضلاً عن أنها تتعلق بأحد أهم مقومات أمننا القومى، وهو عدم الاعتماد على غيرنا فى غذائنا.

ويقوم افتراض عدم وجود خطوط حمراء تضع البرلمان تحت ضغوط فى مناقشته هذه القضية على تصور أن “حيتان” استيراد القمح لم يعد لديهم النفوذ الهائل الذى اكتسبوه فى عهد نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وأتاح لهم توجيه السياسة الزراعية فى اتجاه يتعارض مع أحد مقومات الأمن القومى المصرى.

فقد أثرى “حيتان” استيراد القمح ثراءً فاحشاً، وكانوا قادرين على إسكات الأصوات الوطنية الحرة التى تبنت قضية إنقاذ زراعة القمح فى مصر، وفى مقدمتها صوت الأستاذة سكينة فؤاد فى «الأهرام». وما نفترضه الآن هو أن يكون نفوذهم هذا تراجع، ولو جزئياً، فى ظل نظام حكم يؤكد رئيسه أنه ليس مديناً لأحد، فضلاً عن إدراكه مقتضيات الأمن القومى وحرصه عليه.

ويمكن تلخيص هذا التحدى الذى يواجه البرلمان فى تقليص أو على الأقل عدم توسع فجوة القمح التى تصل إلى نحو 48% من إجمالى استهلاكنا، وفق التقرير الصادر قبل أيام عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. فقد أفاد هذا التقرير بأن نسبة الاكتفاء الذاتى من القمح بلغت 52.1% فى العام الماضى.

وربما تكون الخطوة الأولى التى ينبغى أن يسرع البرلمان باتخاذها هى مراجعة قرار الحكومة بعدم شراء محصول القمح، والاكتفاء بتقديم دعم لا يتجاوز 1300 جنيهاً للفدان. فهذا الدعم الهزيل يعنى أننا ندفع الفلاحين الفقراء الذين مازالوا هم أكثر فئات المجتمع المنتجة تعرضاً للظلم والاستغلال للتوقف تدريجياً عن زراعة القمح لتجنب الخسائر التى تلحق بهم.

وليس معقولاً أننا لا نعرف أن الزراعة تمثل البند الأول فى بنود الدعم الذى تقدمه حكومات الدول المتقدمة ونصف المتقدمة فى العالم، بما فيها الدول الصناعية بامتياز. والدعم الحقيقى الذى ينبغى تقديمه لزراعة القمح فى مصر هو أن تعود الحكومة إلى شراء المحصول بسعر لا يقل عن أربعمائة جنيهً للإردب. فالقمح أولى بالدعم إذا كنا حريصين على بلدنا بالفعل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمح يتحدى البرلمان القمح يتحدى البرلمان



GMT 20:10 2023 الأربعاء ,09 آب / أغسطس

الانتماء والتصويت والاتساق

GMT 02:33 2023 الأربعاء ,15 آذار/ مارس

ليبيا والبحث عن الشرعية المفقودة

GMT 09:33 2022 الأحد ,14 آب / أغسطس

حكومة «مدبولى» الجديدة!

GMT 06:29 2022 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

مع من ينحاز الناس؟

GMT 07:03 2022 الخميس ,06 كانون الثاني / يناير

كيف نناقش قانون العمل؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon