توقيت القاهرة المحلي 16:58:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"بونابرتية" فى مصر

  مصر اليوم -

بونابرتية فى مصر

د. وحيد عبدالمجيد

فقر المعرفة هو أخطر أنواع الفقر فى عصر ثورة الاتصالات والمعرفة. ولذلك علينا أن نعمل بجدية للحد من هذا الفقر حتى فى بعض أبسط تجلياته, حين لا يتطلب الأمر أكثر من معرفة وقائع تاريخية بسيطة.
فمن الضرورى مثلا العودة الى كتب التاريخين الفرنسى والأمريكى قبل الحديث عن تجارب رؤساء جاءوا من خلفية عسكرية فى نظم حكم ديمقراطية مثل ايزنهاور و ديجول.
وفضلاً عن أن مصر ليست هذه الدولة أو تلك بتقاليدها السياسية المتراكمة عبر أكثر من قرنين، فلا مجال أصلاً للمقارنة بين نظام الحكم الأمريكى ذى الخصوصية الشديدة جداً وأى نظام سياسى فى باقى دول العالم. ففى الولايات المتحدة حزبان رئيسيان ينصهر أى قادم جديد إلى عالم السياسة داخل أحدهما فيصير شخصاً آخر غير ذلك الذى كانه قبل أن يلتحق به. وهذا هو ما حدث مع ايزنهاور.
أما المقارنة مع فرنسا فهى جائزة فى حدود معينة اذا لم تكن انتقائية تقتصر على حالة ديجول الذى تولى الرئاسة بعد أن مرت الثورة الفرنسية بمراحل مد وجزر كثيرة. فمن 1789 إلى 1958 كانت فرنسا قد تجاوزت التداعيات السلبية لثورتها ورسخت آثارها الإيجابية ولم تعد فى حاجة إلا إلى حكم أكثر استقراراً بعد عدم نجاح النظام البرلمانى0وفى هذا السياق ظهر دور ديجول فى تأسيس الجمهورية الخامسة على أساس شبه رئاسي. ولذلك لابد من التساؤل عما إذا كانت حالة ديجول هى الأقرب لمصر الآن أم حالتا بونابرت الأول والثانى فى 1799 و1852.
فبعد 10 سنوات على ثورة 1789، بدا نابليون بونابرت منقذاً لفرنسا التى مزقتها الفوضى والحرب الأهلية والتدهور الاقتصادى وأصيب معظم الناس بالهلع الذى يدفع إلى البحث عن مخلَّص.
وأعيد إنتاج المشهد بطريقة مختلفة بعد 53 عاماً عندما دعمت البرجوازية والقوى الليبرالية الفرنسية تولى الجنرال الحفيد لويس بونابرت السلطة خوفاً من صعود التيارات الاشتراكية والطبقة العاملة فى موجة 1848 الثورية التى سعت إلى تحقيق أهداف ثورة 1789 وإضفاء أبعاد اجتماعية عليها.
فليتنا نقارن الظروف التى أحاطت هاتين الحالتين, وخاصة الثانية التى صارت معروفة باسم الظاهرة البونابرتية, بأوضاع مصر الان0

"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بونابرتية فى مصر بونابرتية فى مصر



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon