توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة المصريين

  مصر اليوم -

ثورة المصريين

د. وحيد عبدالمجيد

إذا أردنا معرفة طبيعة ثورة 25 يناير وأصحابها الحقيقيين، بعيداً عن اختزالها فى مجموعات صغيرة ومحاولات شيطنتها، لوجدنا ما نريد أن نعرفه فى نهاية مسلسل «ذات» المعتمد على رواية الراحل الكبير إبراهيم أصلان.

فعندما اندلعت هذه الثورة قررت بطلة المسلسل «ذات» أن تشارك فيها رغم أنها لم تكن معنية بالسياسة، ناهيك عن أن تكون سياسية أو مسيسة أو مرتبطة بحزب أو حركة شبابية. وترمز «ذات» هنا للمواطنة المصرية العادية جداً، التى أبدع أصلان فى تحويلها إلى موضوع لرواية رائعة، ثم نجحت كاتبة السيناريو مريم نعوم فى تحويل هذه الرواية التى يصعب بناء عمل درامى عليها إلى مسلسل رائع شكلاً ومضموناً، بعد أن أضافت إليها تفاصيل كثيرة وغيرت مداها الزمنى.

فقد شارك فى الثورة بأشكال ودرجات مختلفة ملايين مثل «ذات» يمثلون مختلف فئات المجتمع بعد أن راعهم المدى الذى بلغه الظلم والقهر والتسلط والفساد. فما إن كسر بعضهم حاجز الخوف حتى شجعوا آخرين أخذت أعدادهم تزداد فى كل يوم من الأيام الثمانية عشر التى سيسجل التاريخ أنها كانت، هى وأيام حرب أكتوبر 1973، أروع فترتين عاشهما المصريون خلال نصف القرن الأخير.

أراد المصريون بثورتهم التى ألهمت العالم وكانت هى محور اهتمامه فى حينها وضع حد لهيمنة نظام خرَّب الاقتصاد والمجتمع واقترنت فيه السلطة بالثروة.

وقد أكدت هذه الثورة صحة النظريات التى ذهبت منذ ستينيات القرن الماضى إلى انتهاء عصر الثورات التى تقودها أحزاب أو حركات أو طبقات، وتوقعت أن تكون انتفاضة 1968 التى بدأت طلابية فى فرنسا بداية عصر جديد فى تاريخ الاحتجاجات الشعبية.

وكان هربرت ماركوز هو صاحب أول نظرية بهذا المعنى فى كتابه الملهم «نحو التحرر». فقد شرح كيف أن «نموذج» الثورة الطبقية الذى هيمن على الفكر الثورى منذ ثورة 1917 الروسية انتهى، وأن الثورات ستكون معبرة عن طيف اجتماعى واسع وفق ظروف كل بلد وثقافته وتاريخه.

وتبعه مفكرون وعلماء اجتماع نظروا الى مفهوم الثورة بوصفه تعبيرا عن لحظة انفجار مجتمعى تلقائى واسع ينتج عن تراكم ينمو ببطء فى رحم النظام القديم. ولم تكن ثورة 25 يناير إلا نوعاً من هذا الانفجار الطبيعى الذى يشبه صرخة ألم وصيحة أمل فى آن معاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة المصريين ثورة المصريين



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon