توقيت القاهرة المحلي 06:46:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة فى أمريكا؟

  مصر اليوم -

ثورة فى أمريكا

د. وحيد عبدالمجيد

اختلف إحياء ذكرى ميلاد المناضل الأمريكى زعيم حركة الحقوق المدنية والمساواة مارتن لوثر كينج هذا العام عن أى مرة سابقة بسبب اقترانها بأحد أعنف موجات الصراع العرقى منذ أن انطلقت تلك الحركة فى ستينيات القرن الماضى.

فقد حلت هذه الذكرى فى أجواء هجمة عنصرية بغيضة جديدة شنتها الشرطة فى بعض المدن وخاصة فيرجسون ونيويورك. وتنطوى هذه المفارقة على درس جديد لمن يحبطون أنفسهم وغيرهم ويصيبهم التشاؤم بشأن مستقبل الحرية فى بلادنا نتيجة اعتقادهم أن الثورات والحركات التحررية تملك عصاً سحرية تضرب بها فتحقق كل ما يحلم به المعذَّبون فى الأرض.

تزامن إحياء ذكرى ميلاد لوثر كينج مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، فى ظروف صعبة تمر بها هذه الثورة مثلها فى ذلك مثل حركة الحقوق المدنية فى أمريكا. وإذا كان نضال الأمريكيين من أجل ترسيخ هذه الحقوق بشكل نهائى مازال مستمراً على مدى نحو نصف قرن، فكيف يمكن تخيل تحقيق أهداف ثورة تحررية أكبر - من حيث إنها تمثَّل قطيعة مع ماض بغيض وليس فقط تصحيحا لبعض اختلالات حدثت فيه خلال أربع سنوات فقط.
والحال أن الخبرة التاريخية لهذا النوع من الثورات والحركات التحررية تفيد أنها تمر فى مسار طويل متعرج يتخلله صراع ممتد مع القوى المضادة لها.

وهذا هو ما ينبغى أن نستوعبه من التاريخ، وأن نستلهمه من خبرات الثورات والحركات التحررية التى يتواصل نضال أنصارها بمختلف الوسائل كما يفعل دعاة الحقوق المدنية فى أمريكا الآن من خلال فيلم «سيلما» الذى بدأ عرضه قبل أيام من إنتاج النجمة السمراء الرائعة أوبرا ويبفرى.

ويهدف هذا الفيلم إلى نشر مزيد من الوعى بالحقوق المدنية التى لا تكتمل أى ديمقراطية دونها، مستخدما مدينة «سيلما» التى انطلق منها النضال من أجل هذه الحقوق فى مسيرة مهيبة بدأت بآلاف قليلة وظلت تكبر كما لو أنها كرة ثلج تتدحرج، وقطعت نحو 85 كم على الأقدام حتى مدينة مونتجومرى.
ومازال هذا النضال مستمرا، بل صار مرشحا للتصاعد بعد الإحباط المترتب على أداء أوباما الذى خيبَّ آمال من قالوا له: (نعم نحن نستطيع)، وفى أجواء إحباط من الطبقة السياسية0 ولذلك قد لا يكون من المبالغة التساؤل عما إذا كانت أمريكا مقدمة على ثورة من نوع جديد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة فى أمريكا ثورة فى أمريكا



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon