توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دروس صينية

  مصر اليوم -

دروس صينية

د. وحيد عبدالمجيد

أعطت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى بكين صورة مختلفة عن تلك التى كونها الصينيون عن مصر فى عهد حسنى مبارك،

 نتيجة عدم جدية نظامه فى بناء تعاون على أساس رؤية واضحة للمستقبل، وعدم الالتزام ببعض الاتفاقات التى وُقعت بين البلدين. ولذلك تفتح نتائج هذه الزيارة الباب أمام مرحلة جديدة فى العلاقات، وتتيح لمصر فرصة الاستفادة من تجربة الصين المتميزة.

ولذلك ينبغى ألا تقتصر هذه الاستفادة على المشاريع الجديدة التى تم الاتفاق عليها. فالتجربة الصينية نفسها غنية بالدروس التى يفيد استلهامها فى إخراج مصر من أزماتها المتراكمة بمعدلات أسرع مما ينبئ به الأداء الرسمى الراهن.

وفى مقدمة هذه الدروس الاعتماد على المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر على أوسع نطاق فى مختلف الأحياء والقري، وربطها بمشاريع متوسطة على مستوى المراكز والمحافظات لتفجير طاقات الشباب المعطلة والمهدرة، فى إطار خطة وطنية متكاملة تتضمن تحديد هذه المشاريع وتوفير سبل النجاح لها.

ولا بديل عن هذه الخطة لتغيير وجه الحياة على أرض مصر فى أسرع وقت ممكن. ولو أننا سألنا الصينيين عن أهم مشروع قومى لديهم خلال العقد الأول لنهضتها التى بدأت فى نهاية السبعينيات، لوجدنا إجابات متعددة بالطبع. ولكن الأرجح أن معظمهم يرون خطة إغراق البلاد بالمشاريع الصغيرة هى المشروع القومى الأول.

وهذا درس ينبغى أن نستلهمه، إلى جانب دروس عدة مرتبطة بالقدرة على تقييم الأداء طول الوقت وتصحيح الأخطاء والاختلالات التى حظيت باهتمام كبير فى أجندة الرئيس الحالى شى جين بينج التى قدمها إلى الجلسة الكاملة الثالثة لمؤتمر الحزب الشيوعى الخامس عشر فى العام الماضي.

ومن أهم هذه الاختلالات ضعف الكفاءة الإدارية بمقاييسهم (يساوى انعدام هذه الكفاءة عندنا)، والتفاوت الملحوظ فى مستوى النمو بين المناطق، والتراكم غير المتكافئ للثروة, وضعف الحوافز اللازمة لانتشار التفكير الإبداعى فى الاقتصاد كما فى المجتمع، والتعقيد الذى تتسم به إجراءات الرعاية الاجتماعية.

غير أن هناك اختلالين مترابطتين يعتبرهما الرئيس الصينى خطيئتين، وهما قدرة كبار موظفى الدولة على جمع ثروات عن طريق إساءة استخدام السلطة، وقدرة كبار رجال المال والأعمال على مراكمة ثرواتهم من خلال كسر القواعد القانونية والتنظيمية. وليتنا لا ننسى أن هاتين الخطيئتين من أهم الخطايا الموروثة عن نظام السادات-مبارك والمستمرة حتى الآن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس صينية دروس صينية



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon