توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شجاعة عمرو موسى

  مصر اليوم -

شجاعة عمرو موسى

د. وحيد عبدالمجيد

قليل هم من يمتلكون شجاعة المصارحة بأنهم بذلوا جهدهم ولم يتمكنوا من تحقيق ما سعوا اليه0 هم قليل فى كل مكان وزمان0 ولكنهم أقل بكثير فى مصر فى هذا الزمان0

ولذلك أثار السيد عمرو موسى دهشة من فوجئوا باعلانه أنه لم يتمكن من بناء تحالف وطنى واسع, وأن جهوده واجهت عوائق كثيرة تحول دون استمراره فيها0 غير أن من أدهشهم ذلك لا يعرفون شجاعة موسى فى مختلف الظروف0وينطوى دوره فى السعى لبناء “ائتلاف الأمة المصرية” على شجاعة مزدوجة فى الاقدام على هذا التحرك أولا ثم فى إعلان عدم نجاحه فيه ثانبا0

فكان إقدامه على هذا التحرك موقفا شجاعا فى حد ذاته0 فهو يعرف مدى الصعوبات التى تواجهه, وفى مقدمتها نظام الانتخاب الذى يعوق بناء تحالفات كبيرة, وضعف ثقافة الائتلاف فى الحياة السياسية المصرية, والمعضلة التى تواجه وضع معايير موضوعية لاختيار المرشحين على أساس الكفاءة, او حتى وفق نظام المحاصصة الذى يعترض عليه, فى مجتمع تراجع فيه هذا النوع من المعايير ضمن التجريف الشامل الذى تعرض له على مدى عقود0

كان يعرف هذا كله0 ومع ذلك تصدى لمهمة تاريخية, لأنه يعرف أيضا تكلفة تجفيف منابع السياسة فى المجتمع مرة أخرى بدءا بتهميش الأحزاب فى مجلس النواب القادم0

ولذلك بذل جهدا كبيرا على مدى أكثر من شهرين, وتحمل المسئولية بشجاعة مثلما فعل عندما وصل هذا الجهد الى طريق مسدود0

واذا كان قرار موسى عدم مواصلة هذا الجهد خسارة كبيرة, فاعلانه عدم الترشح يعتبر خسارة أخري0 ولكنه قدم نموذجا لاعلاء المصلحة العامة عندما أصر على عدم خوض الانتخابات الا فى قائمة تحصل على توافق واسع ويتم تشكيلها وفق معايير وطنية بحيث تضم القدرات والتخصصات التى قد يخلو البرلمان القادم منها الا قليلا بسبب نظام الانتخاب0

غير أنه فى ظل تعودنا على الخسائر, يظل اقتراح موسى تشكيل لجنة محايدة من شخصيات تمتلك الخبرة ولا ترغب فى الترشح وقادرة على التواصل مع مختلف الأحزاب طوق نجاة أخير اذا وجد من يصغى اليه0 وليته كان قد فكر فى مثل هذه اللجنة لمساعدته فى تحركه منذ البداية0

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجاعة عمرو موسى شجاعة عمرو موسى



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon