توقيت القاهرة المحلي 04:31:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طلعت حرب: سلفى؟

  مصر اليوم -

طلعت حرب سلفى

د. وحيد عبدالمجيد

أدهشنى جداً اتهام رائد الصناعة المصرية طلعت حرب بأنه كان سلفياً بسبب اعتراضه على منح المرأة حقوقها فى وقت كانت النساء محرومات فيه من هذه الحقوق بدرجات متفاوتة فى العالم كله. لم يكن طلعت حرب وحده الذى خاض معركة ضد قاسم أمين عندما تبنى الدعوة إلى تحرير المرأة. 

فقد كان معظم المثقفين والسياسيين ووجهاء المجتمع ضد هذه الدعوة دون أن يكون أحدهم سلفياً. ولم تكن الحركة السلفية قد عرفت طريقها إلى مصر أصلاً فى ذلك الوقت. فقد بدأت هذه الحركة مع تأسيس الجمعية الشرعية فى العقد الثانى من القرن العشرين. 

كان طلعت حرب وغيره من مناهضى تحرير المرأة محافظين Conservatives اجتماعياً. ولا توجد علاقة بين الأصول الفكرية للنزعة المحافظة، وهى غربية فى الأساس بدأت فى أحد أهم جوانبها كرد على الليبرالية فى أوروبا، والنزعة السلفية التى تستند إلى «الغرفة المظلمة» فى الفقه الإسلامى وتستبعد ما هو مثير فيه. 

كان طلعت حرب جزءاً من حالة ثقافية ـ اجتماعية عامة نجحت فى حجب حقوق المرأة السياسية فى أوروبا الليبرالية الديمقراطية حتى بداية القرن العشرين. فلم تشارك المرأة فى انتخابات عامة فى بريطانيا إلا عشية الحرب العالمية الأولى. 

ولم تكن قضية حرية المرأة على جدول أعمال التنوير الأوروبى وفلاسفته ومثقفيه فى المرحلة التى توصف بأنها عصر التنوير فى النصف الثانى من القرن الثامن عشر. فلم يُعن بهذه القضية بين هؤلاء إلا المثقف الموسوى الفرنسى ديدرو، الذى كان هو أول من لاحظ أن التاريخ ظلم المرأة أشد الظلم. ويمكن أن نتخيل كيف كان وضع المرأة صعباً فى أوروبا حين نتأمل دعوة ديدرو الرجال إلى التعبير عن قضيتها لأن المجتمع يفرض عليها إما أن تصمت أو أن تقول ما لا تجرؤ على النطق به. 

وكان معظم رواد التنوير يعتقدون أن التغيير الثقافى هو السبيل إلى تغيير المجتمع. وتعاملوا مع قضية التقدم على أساس أنها حلقات متوالية، وليست سلسلة متصلة الحلقات. ولذلك ظلت أفكار الفيلسوف الألمانى هيجل المحافظة بشأن المرأة هى الأكثر تأثيراً فى أوروبا حتى نهاية القرن التاسع عشر على الأقل. 

فليس غريباً اذن أن تكون هذه النزعة المحافظة سائدة فى مصر عندما ووجهت أفكار قاسم أمين بعاصفة لم يكن طلعت حرب إلا جزءاً صغيراً فيها. 

نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلعت حرب سلفى طلعت حرب سلفى



GMT 23:30 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

شجاعة أوجلان... وفوضى السلاح

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

‎نجحت القمة.. فماذا بعد ذلك؟

GMT 06:22 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

جبل العرب

GMT 06:18 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

عبير الكتب: هارون الرشيد... المحظوظ!

GMT 06:16 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

ماذا تعني «طبخة نيروبي» للسودان؟

GMT 06:14 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

تحدي إنهاء السلاح اللاشرعي!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:03 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

محاضرة فنية للاعبي الأهلي قبل مواجهة بيراميدز

GMT 17:40 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

شمس البارودي تحسم الجدل حول مرض حسن يوسف

GMT 01:41 2020 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محاضرة نظرية من بيتسو موسيماني وتمرين خفيف للاعبي الأهلي

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حبس لاعب الأهلي شادي رضوان لاتهامه بقتل سيدة خطأ

GMT 11:19 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أتلتيكو مدريد يسعى لمداواة جراحه أمام سالزبورج النمساوي

GMT 07:18 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 19:16 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 22:31 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

البورصة الأردنية ترتفع 0.04% في أسبوع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon