توقيت القاهرة المحلي 04:53:34 آخر تحديث
الثلاثاء 29 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

طلعت حرب: سلفى؟

  مصر اليوم -

طلعت حرب سلفى

د. وحيد عبدالمجيد

أدهشنى جداً اتهام رائد الصناعة المصرية طلعت حرب بأنه كان سلفياً بسبب اعتراضه على منح المرأة حقوقها فى وقت كانت النساء محرومات فيه من هذه الحقوق بدرجات متفاوتة فى العالم كله. لم يكن طلعت حرب وحده الذى خاض معركة ضد قاسم أمين عندما تبنى الدعوة إلى تحرير المرأة. 

فقد كان معظم المثقفين والسياسيين ووجهاء المجتمع ضد هذه الدعوة دون أن يكون أحدهم سلفياً. ولم تكن الحركة السلفية قد عرفت طريقها إلى مصر أصلاً فى ذلك الوقت. فقد بدأت هذه الحركة مع تأسيس الجمعية الشرعية فى العقد الثانى من القرن العشرين. 

كان طلعت حرب وغيره من مناهضى تحرير المرأة محافظين Conservatives اجتماعياً. ولا توجد علاقة بين الأصول الفكرية للنزعة المحافظة، وهى غربية فى الأساس بدأت فى أحد أهم جوانبها كرد على الليبرالية فى أوروبا، والنزعة السلفية التى تستند إلى «الغرفة المظلمة» فى الفقه الإسلامى وتستبعد ما هو مثير فيه. 

كان طلعت حرب جزءاً من حالة ثقافية ـ اجتماعية عامة نجحت فى حجب حقوق المرأة السياسية فى أوروبا الليبرالية الديمقراطية حتى بداية القرن العشرين. فلم تشارك المرأة فى انتخابات عامة فى بريطانيا إلا عشية الحرب العالمية الأولى. 

ولم تكن قضية حرية المرأة على جدول أعمال التنوير الأوروبى وفلاسفته ومثقفيه فى المرحلة التى توصف بأنها عصر التنوير فى النصف الثانى من القرن الثامن عشر. فلم يُعن بهذه القضية بين هؤلاء إلا المثقف الموسوى الفرنسى ديدرو، الذى كان هو أول من لاحظ أن التاريخ ظلم المرأة أشد الظلم. ويمكن أن نتخيل كيف كان وضع المرأة صعباً فى أوروبا حين نتأمل دعوة ديدرو الرجال إلى التعبير عن قضيتها لأن المجتمع يفرض عليها إما أن تصمت أو أن تقول ما لا تجرؤ على النطق به. 

وكان معظم رواد التنوير يعتقدون أن التغيير الثقافى هو السبيل إلى تغيير المجتمع. وتعاملوا مع قضية التقدم على أساس أنها حلقات متوالية، وليست سلسلة متصلة الحلقات. ولذلك ظلت أفكار الفيلسوف الألمانى هيجل المحافظة بشأن المرأة هى الأكثر تأثيراً فى أوروبا حتى نهاية القرن التاسع عشر على الأقل. 

فليس غريباً اذن أن تكون هذه النزعة المحافظة سائدة فى مصر عندما ووجهت أفكار قاسم أمين بعاصفة لم يكن طلعت حرب إلا جزءاً صغيراً فيها. 

نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلعت حرب سلفى طلعت حرب سلفى



GMT 04:53 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

ننتظر تسجيلات السنوار بعد عبد الناصر

GMT 04:48 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

إنهاء الهيمنة الحوثية

GMT 04:46 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

GMT 04:44 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الإنسانية ليست استنسابية

GMT 04:42 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

معركة استقرار الأردن

GMT 04:40 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الشرق الأوسط والاستثمار في منطق الدولة

GMT 04:37 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

قصة الكنز العظيم (1)

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 04:18 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أبرز الأعمال الدرامية التي عُرضت خلال عام٢٠١٩

GMT 04:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة كهربائية خارقة جديدة من دودج بمدى سير يتجاوز 500 كم

GMT 03:09 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

تحصيل 135 ألف جنيه مستحقات 3 عمال مصريين في جدة

GMT 19:29 2021 الأحد ,21 آذار/ مارس

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا بنسبة 0.52%

GMT 09:15 2021 الخميس ,04 آذار/ مارس

احتفالية خاصة لشيكابالا قبل مواجهة الترجي

GMT 04:06 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث مروع لغروجان يتسبب في توقف سباق البحرين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon