توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فشل فاضح!

  مصر اليوم -

فشل فاضح

د. وحيد عبدالمجيد

ينتهى هذا العام العقد الذى حدده «إعلان الألفية» الصادر عن قمة عالمية عُقدت فى نيويورك عام 2005 بهدف معالجة مشاكل الفقر والتفاوت الاجتماعى فى العالم. بدا خلال تلك القمة كما لو أن ضميراً إنسانياً حل فجأة فى عالم متوحش يأكل الكبير فيه الصغير.

فقد حفل «إعلان الألفية» بـ»اعترافات» نادرة لا تصدر إلا فى لحظة من لحظات الضمير الذى لم يعد له مكان فى عالمنا وبلاده, مثل الاعتراف بأن الفقراء يزدادون فقراً بينما يصير الأغنياء أكثر ثراء. كما أفرط فى تقديم وعود بألا ينتهى عقد (من 2005 إلى 2015) إلا ويكون العالم قد أصبح أكثر إنسانية.

ومن بين هذه الوعود مثلاً (عدم حرمان أى فرد أو أمة من فرصة التنمية)، و (التضامن فى مواجهة التحديات العالمية عبر توزيع التكاليف والأعباء بصورة عادلة). ولكن أهم تلك الوعود كان (التصميم على أن تنخفض إلى النصف بحلول عام 2015 نسبة سكان العالم الذين يقل دخلهم اليومى عن دولار واحد، وأن يتمكن جميع الأطفال فى العالم فى العام نفسه من إتمام مرحلة التعليم الابتدائى).

ولأن هذا الإعلان يشبه «الجواب» الذى «يبان من عنوانه»، فقد كان واضحاً مدى خوائه. فقد خلا من تحديد سياسات تلتزم بها الدول الكبرى والشركات العملاقة للحد من التفاوت بين الشمال والجنوب، وتوجهات تتبعها كل دولة للحد من هذا التفاوت فى داخلها.

كما لم يتضمن الإعلان أى ترتيبات مؤسسية لمتابعة التطور الذى كان مفترضاً أن يحدث بشكل تدريجى فى تنفيذ «إعلان الألفية»، ناهيك عن محاسبة من يلقى بهذا الإعلان فى أول صندوق قمامة يصادفه فى طريق عودته من قمة نيويورك.

ولذلك ليس غريباً أن ينتهى «عقد الألفية» بفشل لا يكفى أن نعتبره كاملاً. فهو لم يفشل فقط فى إحراز أى تقدم باتجاه تحقيق أى من الوعود التى أفرط فيها، بل أخفق أيضاً فى وضع حد لتنامى الفقر وازدياد شراسته وتوسع نطاق التفاوت الاجتماعى الذى صار أكثر حدة اليوم مما كان عليه عام 2005. وهذا فشل أقل ما يوصف به أنه فاضح بعد أن أصبح أقل من 1% (0.7%) من سكان العالم فقط يملكون 44% من الثروة العالمية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فشل فاضح فشل فاضح



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon