توقيت القاهرة المحلي 06:49:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للخلف جداً .. دُرْ!

  مصر اليوم -

للخلف جداً  دُرْ

د. وحيد عبدالمجيد

لا يمكنك كسب المعركة إذا نجح العدو فى فرض قواعدها عليك، ودفعك لأن تخوضها بطريقته، وخاصة إذا كان هدفك من هذه المعركة هو مقاومة هذه الطريقة على وجه التحديد.
 فالمفترض فى معركتنا الراهنة ضد الإرهاب أننا نخوضها لكى نتقدم إلى الأمام، ونبنى مجتمعاً حديثاً ودولة تعيش فى هذا العصر، ضد من يريدون إعادتنا إلى الوراء.

وهذا هو ما دفعنا إلى رفض حكم جماعة “الإخوان”، التى أصرت قيادتها على فرض إرادتها علينا حتى بعد إسقاط سلطتها. ولذلك فهى تكسب بكل أسف، ونخسر نحن، عندما نعيد أنفسنا بأنفسنا إلى الوراء، سواء على المستوى السياسى، أو على صعيد العقل وهو الأهم والأشد خطراً.

فتضييق المجال العام يوماً بعد آخر، ومحاصرة السياسة والسعى إلى نزعها من المجتمع مجدداً، يمثلان ردة تُضعف قدرتنا على مواجهة الإرهاب لأنها تُقيد المشاركة المجتمعية فى هذه المواجهة.

ولكن هذا الخطر يظل أقل مما يواجه العقل المصرى العام، الذى يعود إلى الخلف لعقود طويلة وليس لسنوات. وكثيرة هى الأمثلة الدالة على هذه الردة فى الخطاب الإعلامى السائد، وفى ردود الفعل على الجرائم الإرهابية التى تهددنا، وفى المؤامرات التى لا نكف عن تخيلها إلى حد أننا بتنا نرى وراء كل شجرة مؤامرة.

غير أن مشهد وقفة التنديد بالإرهاب فى ساحة مسجد النور بالعباسية الثلاثاء الماضى يبدو فارقاً من الناحية الرمزية فى هذا المجال. فرغم اختلاف التفاصيل، بدا مشهد من وقفوا فى تلك الساحة كما لو أنه إعادة إنتاج مشهد من تجمعوا داخل أحد المساجد فى بداية الحملة الفرنسية على مصر عام 1798.

فكان الهتاف فى ساحة مسجد النور (ياحناّن يامناّن .. طهر مصر من الإخوان) غير بعيد عن ذلك الذى ارتفع فى أحد المساجد قبل أكثر من قرنين وهو (ياخفى الألطاف .. نجنا مما نخاف).

ويجمع المشهدين، كما الهتافين، عجز عن التعامل مع التهديد نتيجة عدم القدرة على فهم أبعاده. ولا يحدث ذلك إلا عندما يتعطل العقل فلا يستطيع القيام بوظيفته.وإذا كانت حالة هذا العقل حين صدمته الحملة الفرنسية جعلت رد فعله البدائى مفهوماً فى سياقه، فمن عجب أن نعود إلى مثل هذه الحالة الآن فى مواجهة من يُفترض أن نتسلح بما تراكم لدينا من حداثة فى مواجهتهم .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للخلف جداً  دُرْ للخلف جداً  دُرْ



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon