توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن .. والتغيير فى اليونان

  مصر اليوم -

نحن  والتغيير فى اليونان

د. وحيد عبدالمجيد

ربما يبدو الزلزال السياسي, الذى تجاوز حدود اليونان إلى أوروبا كلها بعد فوز الائتلاف اليسارى "سيريزا" فى الانتخابات البرلمانية، منبت الصلة بقضايانا وهمومنا المصرية.
 ولكن الأمر ليس كذلك، لأن التغيير الذى حدث فى اليونان يعنى امكان إحداث قطيعة مع سياسات اقتصادية – اجتماعية خاطئة استمرت عقودطويلة فى ظروف أصعب بكثير من تلك التى نعيش فيها الآن .
وبعيداً عن التفاصيل والتعقيدات الاقتصادية، يمكن اختزال التغيير اليونانى فى نجاح ائتلاف يضم قوى يسارية جديدة وليبرالية اجتماعية جذرية0 ويشبه هذا الائتلاف التيار الديمقراطى عندنا فى تركيبه ولكن ليس فى قدراته وجديته وأدائه.

ويقدم "سيريزا" بديلا لسياسات ظالمة أغرقت اليونان فى بحر من الديون، ووضعتها تحت هيمنة الرأسمالية الأوروبية (وليست فقط اليونانية) المتوحشة التى فرضت على الحكومات السابقة سياسات تقشفية يدفع ثمنها الفقراء والطبقة الوسطى عبر زيادة الأسعار وإلغاء الدعم الحكومى لمختلف السلع والخدمات والتوسع فى فرض مزيد من الضرائب دون تطبيقها بشكل تصاعدي.

ولا تؤدى مثل هذه السياسات سوى إلى زيادة الفقر وتوسيع نطاق من يعيشون تحت خطه وضم شرائح اجتماعية أخرى إلى عداد الفقراء، فى الوقت الذى تزداد القلة المتحكمة فى الاقتصاد ثراء وتتضاعف ثرواتها.

لقد ذاق الشعب اليونانى الأمرين لسنوات طويلة فى ظل هذه السياسات التى وضعتهم تحت هيمنة الترويكا الأوروبية – الدولية (البنك المركزى الأوروبى والمفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي). لذلك انتفض المضارون من هذه السياسات فى الانتخابات التى أعطت ائتلاف "سيريزاً" أكثرية مريحة، وصار زعيمه الشاب المُلهم الكسيس تسبيراس رئيساً لحكومة تمثل تحدياً للرأسمالية المتوحشة، وتواجه تحديات كبرى فى إدارة أزمة رهيبة.

والدرس الذى يصح أن نستوعبه من هذه التجربة أنه فى امكاننا أن نغير سياسات فُرض بعضها علينا من صندوق النقد الدولي، ودعمت الرأسمالية المتوحشة أكثرها ومازالت، إذا امتلكنا إرادة سياسية للتغيير من أجل انقاذ اقتصادنا, وليس فقط للحد من الظلم الاجتماعي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن  والتغيير فى اليونان نحن  والتغيير فى اليونان



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon