د. وحيد عبدالمجيد
أصرت الحكومة الروسية على تنظيم الاجتماع أو اللقاء التشاورى بشأن الأزمة السورية رغم أن من ذهبوا إليه من قوى المعارضة ليس لهم حضور تقريباً على خريطة الصراع السياسى العسكرى.
فقد غاب معظم قوى المعارضة الوطنية المدنية وأكثرها أهمية فى الساحة السورية عن هذا اللقاء، ورفضه بعضها من حيث المبدأ. وإذا راجعنا قائمة المعتذرين والرافضين، سنجد أنها تشمل أهم القوى الموجودة فى الخارج والداخل على حد سواء, مثل الائتلاف الوطنى السورى، والحكومة التى شكلها، و»تيار نداء الوطن»، و»مجموعة وطن» التى شكلها أحد قادة الائتلاف الوطنى السابقين وهو أحمد معاذ الخطيب، و»مجموعة عمل قرطبة»، وجماعة «الإخوان المسلمين»، وكل الشخصيات المستقلة المعروفة فى أوساط المعارضة.
ويعنى ذلك أن من ذهبوا إلى موسكو هم مستقلون لا يمثلون أحدا, والمدعوون من بقايا «منبر النداء الديمقراطى»، ومن «هيئة التنسيق» التى لم تثبت قدرتها على تمثيل المعارضة الوطنية الموجودة فى داخل سوريا. وحتى هذه الهيئة اتخذت قيادتها موقفاً ذا مغزى يوضح الحجم الحقيقى لاجتماع موسكو، حيث تركت الحرية لأعضائها للاستجابة إلى الدعوة الروسية أو الاعتذار عنها. وكان هذا موقفاً مائعاً بخلاف ذلك الذى اتخذه رئيس الهيئة فى البداية عندما أعلن أنه ليس هناك ما يشجع على المشاركة فى اجتماع موسكو. وقد ثبت الان أنه لم يكن هناك ما يبرر, وليس فقط ما يشجع المشاركة فى لقاء فشل قبل أن يبدأ, وظهر قبل وصول المدعوين إليه أنه فارغ من أى مضمون.
ولذلك بدت هذه المشاركة كما لو أنها نزهة قد تكون لطيفة لمن لم يزر موسكو فى شتائها الثلجى المثير. أما اللقاء نفسه فقد كان واضحا منذ الاعلان عنه أنه يفتقد مقومات الجدية فى غياب رؤية أو حتى تصور عام يقوم عليه, فضلا عن أن انخراط روسيا فى دعم نظام الأسد يجعلها جزءا من المشكلة وليس من الحل. وهذا هو ما اكتشفه معارضون شاركوا فيه, حيث أصدروا بيانا الجمعة الماضية قالوا فيه ان الجانب الروسى لم يلتزم الحياد الذى تعهد به فى ادارة اللقاء.كما رفضوا «ورقة المبادئ» التى أعلنتها روسيا عندما فشلت فى التوصل الى بيان ختامى مشترك ووصفوها بأنها «قراءة روسية لموقف النظام السورى».