توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نستطيع

  مصر اليوم -

هل نستطيع

د. وحيد عبدالمجيد

ليت كل منا يجد وقتاً قصيراً ولو للحظات يتحرر فيه من الأجواء الثقيلة الكئيبة التى تحيط بنا جميعاً نتيجة ما أصبحنا فيه من عداء لبعضنا البعض.
وليس مطلوباً خلال هذه اللحظات التى نحاول أن ننفصل فيها عن واقعنا المؤلم إلا أن يسأل كل منا نفسه بضع أسئلة مثل:
هل أستطيع كبح جماح غضبى وانفعالى وضبط أعصابى عندما أدخل فى خلاف مهما كانت حدته، فلا أفجر فى الخصومة، بل أدرك أن كلماتى مثل نصل السيف فأحاول ألاَّ أدمى بها آخرين أو أطعن بها أفئدتهم؟
هل أستطيع إذا انهالت عليَّ هجمات آخرين وشتائمهم التى صارت معتادة أن أتجنب الرد بالمثل وأحاول تلمس أعذار لهم فى الصدمات التى توالت علينا منذ أن أساء المجلس العسكرى السابق إدارة شئون البلاد فأبعد الأمل الذى كدنا نمسكه بأيدينا، ثم أدخلنا “الإخوان” فى صدام دموى خلق رد فعل غوغائى فى مواجهة عدوانهم؟
هل أستطيع إذا وجدتُ نفسى هدفاً لظلم وعدوان لفظى أو مادى أن أتذكر حكمة خالدة ولكنها منسية، وهى أن أكثر الناس فُجراً فى الخصومة هم أضعفهم وأكثرهم وهناً وهشاشة على كل صعيد، وأن مقابلة عدوانهم بالمحبة قد يكون خطوة على طريق إضاءة الظلام الذى يغمرنا حتى إذا كان طوله ألف ميل؟
هل أستطيع، إذا كنتُ ممن يؤمنون بأن الاختلاف بين الناس طبيعي، أن أقبل رأياً مخالفاً أو نقداً حاداً لأنه قد ينطوى على شيء من الصواب أو أقول لصاحبه قولاً حسناً إذا لم أجد فيه مثل هذا الصواب؟
هل أستطيع أن أضع حداً لأنانيتى وأطماعى فى ظل منظومة طغت فيها المصالح الشخصية الشديدة الضيقة وضعف مفهوم المصلحة العامة وربما تلاشى إلا فيما قل أو ندر؟
هل أستطيع أن أمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ حين أخطئ، وأن أكون أكثر جسارة فأعتذر عن هذا الخطأ وأقدم نموذجاً فى الأمانة والاستقامة؟
فإذا كان عدد معقول منا يقدر على هذا كله، أو حتى على جزء معقول منه، فهذه بشرى بأننا نستطيع عبور أزماتنا المتراكمة حتى بعد أن استحكمت حلقاتها. أما إذا لم نستطع، فقل علينا السلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نستطيع هل نستطيع



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon