توقيت القاهرة المحلي 09:00:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصاية على الدستور!

  مصر اليوم -

وصاية على الدستور

د. وحيد عبدالمجيد

مازال الدستور الذى تم إصداره فى 18 يناير 2014 غريبا رغم الأفراح التى سبقت الاستفتاء عليه. طال انتظار البدء فى تطبيقه دون أن تظهر بشائره. كل ما ظهر بعد نحو عام على إصداره هو تحول موقف بعض من بالغوا فى مدحه وإسباغ الفضائل عليه. وبلغ هذا التحول أكثر من مائة وثمانين درجة فى بعض الحالات. وسمعنا ذما فى الدستور بالحماسة نفسها التى مدحه بها أولئك الذين تحول موقفهم ضده. وعندما زاد الانتظار عن حده، بادرت مجموعة من المنظمات المدنية بتوجيه دعوة فحواها وضع تصور لتفعيل الدستور، ورسم «خريطة الطريق» بشأن العمل التشريعى والتنفيذى اللازم لذلك، وإدارة حوار مجتمعى سعيا إلى إيجاد اهتمام عام بالمسألة الدستورية. 

كان ذلك فى الخريف الماضي، عندما بادرت مؤسسة دعم منظمات السكان والتنمية، ومركز قضايا المرأة المصرية ومنظمات أخرى انضمت لهما، بهذه الدعوة التى أدت إلى مشاورات قادت إلى وضع وثيقة لتفعيل الدستور، واتفاق على تعاون كل من يرغب من أهل الاختصاص فى بلورة تصور تفصيلى لكيفية تحويل هذا الدستور من الورق إلى الواقع. 

واختار المشاركون فى هذا الجهد صيغة المنتدى المفتوح لكل من يرغب فى المشاركة ويقدر عليها، لأن الدستور ليس ملكا لأحد. فهذا دستور مصر والمصريين جميعا . كما أن الجهد المطلوب كبير ويتطلب مشاركة أوسع. 

وبعد شهور على بدء هذه المبادرة، أعلنت مجموعة من أعضاء «لجنة الخمسين» وآخرين تأسيس «مؤسسة» أطلقوا عليها «حماية الدستور» وفُهم من كلام بعضهم أنهم يسعون بدورهم إلى وضع تصور لتفعيل الدستور. 

وهذه مبادرة تستحق التحية، حتى إذا كانت فى اتجاه آخر. فالدستور يحتاج إلى جهود كل من يؤمنون بأن فى تفعيله خيرا لشعبنا، حتى إذا كان بعضهم يفضلون غلق الباب على أنفسهم. ولا ضير من اختلاف الوسائل مادام الهدف واحدا. ولكن المهم هو أن يركزوا جهدهم فى عمل بناء من أجل تفعيل الدستور، وليس فى كلام عن حمايته وفق الاسم الذى اختاروه، لسببين: أولهما أن الحديث عن الحماية يوحى بفرض وصاية على الدستور تتعارض مع ماهيته. كما أن حماية الدستور تتحقق بتفعيله. وثانيهما أن تقمص دور حراس الدستور يفتح الباب لمهاترات لا جدوى منها مع من يتربصون به, ويذكرنا بقول الراحل الكبير عبدالرحمن الخميسى (إننى أضيع جهدى ووقتي/أدافع عن قيثارتي، ولا أعزف ألحاني). 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وصاية على الدستور وصاية على الدستور



GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام و«بهلوان» يوسف إدريس

GMT 08:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تسعى إيران حقًّا إلى السلاح النووي؟

GMT 08:46 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

بقلم : أمينة خيرى

GMT 08:45 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

للتاكسى قواعد (5)

GMT 08:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ألف سؤال.. وسؤال

GMT 08:36 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كنز في أسيوط!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon