توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتذار مقبول

  مصر اليوم -

اعتذار مقبول

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ثلاثة مواقف يفوق كل منها الآخر فى تحضره ورقيه أظهرتها أزمة نشر شبكة «سى.إن.إن» تحقيقاً أساء إلى أنطوى سكاراموتش الذى ورد فى هذا التحقيق أنه متهم محتمل فى نشاطات صندوق استثمارى روسى يسعى الكونجرس إلى معرفة الحقيقة بشأنه.

أول هذه المواقف اعتذار «سى.إن.إن» عن التحقيق الذى نشرته، وسحبه من التداول، وتعطيل كل روابطه على شبكة «الإنترنت». وثانيها استقالة ثلاثة من كبار صحفييها اعترافاً بتقصيرهم. والموقف الثالث قبول سكاراموتش الاعتذار بطريقة تعبر عن احترامه للإعلام الذى يعتذر حين يجانبه الصواب.

وعندما نتأمل هذه المواقف، تصدمنا المسافة البعيدة التى تفصلنا عن القواعد المهنية التى تحكم الإعلام الحقيقى، أو الذى يستحق أن يُقال عنه إعلام فى هذا العصر. لم تنكر إدارة «سى.إن.إن» التقصير رغم إعلانها أن التقرير ليس خاطئاً فى مجمله من وجهة نظرها. ولم تتخذ من وجود بعض الصواب فيه ذريعة للتهرب من مسئوليتها المهنية بدعوى النظر إلى نصف الكوب المملوء لأن النصف الفارغ هنا أكثر أهمية.

ولم يقتصر الاعتراف بالتقصير على كاتب التحقيق توماس فرانك. فقد استقال معه المحرر الذى يتولى مراجعة التحقيقات وتحريرها، والمسئول عن الوحدة التى يعمل فيها فرانك. ويصعب الجزم بما إذا كان ثلاثتهم بادروا بالاستقالة، أو طُلب منهم ذلك. ولكن الاستقالة والإقالة تتساويان هنا فى هذه التعبير عن المعنى الجوهرى لاحترام القواعد المهنية.

أما سكاراموتش الذى أساء إليه التحقيق فقد ضرب مثلاً فى تشجيع احترام هذه القواعد عندما فضل قبول الاعتذار، بل الإشادة به، على اللجوء إلى القضاء بخلاف ما يفعله بعض من يسابقون الخطى لتقديم بلاغات ضد صحفيين ووسائل إعلام بدعوى حرصهم المفرط على المصلحة الوطنية، دون إدراك أن دعم حرية الإعلام من أهم أركان هذه المصلحة.

والحال أن ضعف ثقافة الاعتذار يظل أحد أهم الآفات التى يعانى منها مجتمعنا ويفقد بسببها فرصاً تلو الأخرى للتقدم الذى يتطلب, ضمن ما يتطلبه, النظر إلى الأمام مثلما قال سكاراموتش عندما أعلن قبول اعتذار «سى.إن.إن».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتذار مقبول اعتذار مقبول



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon