توقيت القاهرة المحلي 08:38:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا فقدنا الثقة ؟

  مصر اليوم -

لماذا فقدنا الثقة

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

كثيرة هى عوامل تقدم الدول والمجتمعات. بعض هذه العوامل جديد يرتبط بالعصر الحديث، وبالتحولات التى يشهدها العالم فى العقود الأخيرة على وجه التحديد. ولكن بعضها الآخر قديم يعود إلى قرون طويلة مضت.
وأحد أسباب تفاقم أزماتنا التى تراكمت فى العقود الماضية هو أننا لا نفتقر إلى كثير من عوامل التقدم فى العصر الحديث وثورته المعرفية الراهنة فقط، بل لافتقادنا أيضاً أهم العوامل القديمة اللازمة لتحقيق أى نجاح أو إنجاز يشعر به المجتمع كله، وهو الثقة. 

فهذه الكلمة الصغيرة، المكونة من ثلاثة حروف فى اللغة العربية “ثقة” ومن أربعة فى الإنجليزية Trust، هى الأساس الذى تقوم عليه المعاملات بين الناس فى أى مجتمع، أو فى قطاع من قطاعاته، وتستند عليه علاقاتهم مع سلطة الدولة، مثلما يرتبط به عمل مؤسسات هذه السلطة وأجهزتها. ولذلك فإذا غابت الثقة أو ضعفت، يرتبك الأداء، ويتوه الناس، لأن الجميع سيحذرون بعضهم البعض، ويشك كل شخص فى الآخر, ويتعذر التعاون بينهم فى الوقت الذى يتحول التنافس المنتج الى صراع مدمر . ورغم تعدد العوامل المؤثرة فى الوضع الاقتصادى، تظل الثقة فى مقدمتها لأن غيابها أو تراجعها لابد أن يقود إلى ركود حيث تقل الاستثمارات أو تتوقف، وتتباطأ المعاملات نتيجة المغالاة فى طلب ضمانات إضافية. كما أن الثقة هى المحدد الأول للتفاعلات السياسية لأنها تؤثر بشكل مباشر فى نوع هذه التفاعلات وحجمها. وشتان بين أجواء يتوفر فيها قدر معقول من الثقة فى الآخر، وأخرى يسودها التربص والترصد والاتهامات المتبادلة والتفسيرات التآمرية. وفى هذه الحالة يقل بل يندر اهتمام أى طرف بما هو إيجابى فى حديث الآخر أو أدائه، ويزداد البحث عما يدعم الشكوك فيه وتأويل كل ما يصدر عنه فى هذا الاتجاه. وهذا هو أحد أخطر ما يمكن أن يواجه أى بلد، لأنه يؤثر فى مختلف مناحى الحياة فيه، على النحو الذى يحدث فى مصر الآن ويتطلب جهداً هائلاً لوضع حد له. فحالة افتقاد الثقة تعيد إنتاج نفسها، وتتغذى على ما يمكن أن نسميه صناعة الكراهية. وحين يغرق المجتمع فى هذه الحالة, وحيث يصيب الركود الاقتصادى الصناعة فى مقتل، تصبح صناعة بناء الكراهية هى أكثر الصناعات ازدهاراً وأكثرها إنتاجاً. 

فلننتبه إلى ما نفعله فى أنفسنا وبلدنا قبل فوات الأوان. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا فقدنا الثقة لماذا فقدنا الثقة



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon