توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديمقراطى أم ديكتاتورى؟

  مصر اليوم -

ديمقراطى أم ديكتاتورى

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

ينطوى ما يحدث فى بريطانيا وفرنسا الآن على مفارقة مثيرة للتأمل. مُحتجو السترات الصُفر وأنصارهم يطالبون بقانون يلزم الحكومة والبرلمان بإجراء استفتاء على أى قرار أو تشريع مهم، فى الوقت الذى دخلت بريطانيا فى نفق لا يعرف أحد كيف ستخرج منه بسبب قبول رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون إجراء استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبى فى يونيو 2016.

فقد أدت الظروف التى أُجرى فيها ذلك الاستفتاء إلى تأييد الخروج من الاتحاد بأغلبية طفيفة. ودخل من أيدوا البريكس، ومن رفضوه، فى مأزق كبير منذ ذلك الوقت. ولذا، يلوم بعض البريطانيين كاميرون لإجرائه استفتاءً لم يكن مُلزماً به. ويتزامن هذا اللوم مع تطلع بعض الفرنسيين إلى إجراء استفتاء على أى موضوع فى حال مطالبة نسبة معينة من المقيدين فى الهيئة الناخبة باللجوء إليه، للتصويت على قرار أو قانون يعارضونه.

وتُعيد هذه المفارقة إنتاج النقاش الذى يحدث من وقت إلى آخر حول تقييم نظام الاستفتاء، وهل يعتبر تطبيقاً للديمقراطية المباشرة حقاً كما يرى من يؤيدون التوسع فيه، أم يُعد آلية للدكتاتورية كما يعتقد من يعترضون عليه من حيث المبدأ، ومن يقبلونه فى حالة واحدة هى إصدار دستور جديد، أو إجراء تعديل دستوري.

يستند من يرون فى الاستفتاء توسعاً فى الممارسة الديمقراطية إلى تجارب نادرة فى العالم أهمها فى سويسرا، حيث يُمكن إجراء استفتاء على أى موضوع بناء على طلب خمسين ألف شخص فقط.

لكن من يعتبرون الاستفتاء آلية غير ديمقراطية يعودون إلى تاريخه الذى بدأ فى فرنسا عندما استخدمه لويس بونابرت (نابليون الثالث) فى آخر عام 1851 لإلغاء الجمهورية الثانية التى انتُخب رئيسا لها عام 1848، وإقامة إمبراطورية ثانية، وتنصيب نفسه إمبراطوراً.

وأيا كان الأمر يحسن النص على أغلبية خاصة (ثلثا المقترعين مثلاً) فى حالة التوسع فى الاستفتاءات، وأغلبية منتشرة أيضاً فى معظم الولايات أو المحافظات، لكى لا يُحسم موضوع قد يكون شائكاً بأغلبية طفيفة كما حدث فى بريطانيا (17 مليوناً و410 آلاف) مقابل (16 مليوناً و141 ألفاً).

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديمقراطى أم ديكتاتورى ديمقراطى أم ديكتاتورى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon