توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديمقراطى أم ديكتاتورى؟

  مصر اليوم -

ديمقراطى أم ديكتاتورى

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

ينطوى ما يحدث فى بريطانيا وفرنسا الآن على مفارقة مثيرة للتأمل. مُحتجو السترات الصُفر وأنصارهم يطالبون بقانون يلزم الحكومة والبرلمان بإجراء استفتاء على أى قرار أو تشريع مهم، فى الوقت الذى دخلت بريطانيا فى نفق لا يعرف أحد كيف ستخرج منه بسبب قبول رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون إجراء استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبى فى يونيو 2016.

فقد أدت الظروف التى أُجرى فيها ذلك الاستفتاء إلى تأييد الخروج من الاتحاد بأغلبية طفيفة. ودخل من أيدوا البريكس، ومن رفضوه، فى مأزق كبير منذ ذلك الوقت. ولذا، يلوم بعض البريطانيين كاميرون لإجرائه استفتاءً لم يكن مُلزماً به. ويتزامن هذا اللوم مع تطلع بعض الفرنسيين إلى إجراء استفتاء على أى موضوع فى حال مطالبة نسبة معينة من المقيدين فى الهيئة الناخبة باللجوء إليه، للتصويت على قرار أو قانون يعارضونه.

وتُعيد هذه المفارقة إنتاج النقاش الذى يحدث من وقت إلى آخر حول تقييم نظام الاستفتاء، وهل يعتبر تطبيقاً للديمقراطية المباشرة حقاً كما يرى من يؤيدون التوسع فيه، أم يُعد آلية للدكتاتورية كما يعتقد من يعترضون عليه من حيث المبدأ، ومن يقبلونه فى حالة واحدة هى إصدار دستور جديد، أو إجراء تعديل دستوري.

يستند من يرون فى الاستفتاء توسعاً فى الممارسة الديمقراطية إلى تجارب نادرة فى العالم أهمها فى سويسرا، حيث يُمكن إجراء استفتاء على أى موضوع بناء على طلب خمسين ألف شخص فقط.

لكن من يعتبرون الاستفتاء آلية غير ديمقراطية يعودون إلى تاريخه الذى بدأ فى فرنسا عندما استخدمه لويس بونابرت (نابليون الثالث) فى آخر عام 1851 لإلغاء الجمهورية الثانية التى انتُخب رئيسا لها عام 1848، وإقامة إمبراطورية ثانية، وتنصيب نفسه إمبراطوراً.

وأيا كان الأمر يحسن النص على أغلبية خاصة (ثلثا المقترعين مثلاً) فى حالة التوسع فى الاستفتاءات، وأغلبية منتشرة أيضاً فى معظم الولايات أو المحافظات، لكى لا يُحسم موضوع قد يكون شائكاً بأغلبية طفيفة كما حدث فى بريطانيا (17 مليوناً و410 آلاف) مقابل (16 مليوناً و141 ألفاً).

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديمقراطى أم ديكتاتورى ديمقراطى أم ديكتاتورى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon