توقيت القاهرة المحلي 17:14:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آلام مُلهمة

  مصر اليوم -

آلام مُلهمة

بقلم: د. وحيد عبدالمجيد

تشتد حاجة البشر فى عالم اليوم إلى استدعاء سيرة عيسى عليه السلام، ووصيته الأخيرة. ولو أن أصحاب القوة والنفوذ والسلطة والسطوة والمال والجاه فى عالمنا تأملوا معنى الحب والتسامح اللذين أوصى المسيح البشر بهما، لربما صار الكوكب الأرضى فى حال أخرى.

تحل هذه الايام, عشية عيد القيامة, ذكرى الآلام العظيمة التى تحملها المسيح، وما تنطوى عليه من دروس مُلهمة تدور حول الحب الذى لم يعد له مكان إلا قليلاً أو نادراً فى عالم تسوده الكراهية والبغضاء.

رفع المسيح الحب إلى أعلى مرتبة، وجعله القيمة العليا فى الحياة، والمعنى الأكثر عمقاً فيها. ويبدأ هذا الحب بقبول الآخر، ولا ينتهى بالتسامح الذى يبلغ أعلى مبلغ عندما يغفر الإنسان لمن أساء إليه، بل لمن عذبه. ألم يغفر المسيح لجلاديه الذين اضطهدوه وعذبوه لأنهم (لا يدرون ماذا يفعلون؟).

يبدو، للوهلة الأولى، أن هذا المستوى من الغفران المترتب على إعلاء قيمة الحب والانغماس فيها يتجاوز قدرة البشر. لكنه يمثل، فى الوقت نفسه، خطاً فاصلاً بين نوعين من الناس، ونمطين فى الحياة، أو قل إنه يفصل بين الكائن البشرى العادى من ناحية، والإنسان الذى تتوافر فيه من الناحية الثانية مقومات النزعة الإنسانية الحديثة, التى اختلطت باتجاهات وفلسفات مختلفة، ولم يبق منها إلا معنى عام يدل على حرية الإنسان وتقدمه، ويحث على المساواة، ويهدف إلى السمو الأخلاقى.

وحين نتأمل سيرة عيسى عليه السلام، ونركز فى فترة الآلام العظيمة، نجد فيها الأساس الأول لهذه النزعة الإنسانية فى وقت مبكر للغاية قبل عشرين قرناً، ويُدهشنا أن دروس تلك السيرة سقطت من التاريخ، وأن قيمة الحب التى تمنى أن تسهم آلامه فى نشرها لم تجد لها مكاناً فى عالم يتلظى بالمظالم من كل نوع وصنف، وأن الفقراء والضعفاء الذين أحبهم يزدادون عدداً وألماً. وإذا أحسنا تأمل هذه السيرة الملهمة، ربما نعرف لماذا أصبح الحزن غالباً فى عالمنا0 فقد ربط عيسى عليه السلام الفرح بالحب، أو بالأحرى جعل حب الناس شرطاً للشعور بفرح حقيقى يمكن أن يجده الإنسان حتى فى أصعب الظروف وأكثرها قسوة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلام مُلهمة آلام مُلهمة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم
  مصر اليوم - رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
  مصر اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس
  مصر اليوم - فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 03:46 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

طريقة فعالة لـ"إطالة" عمر المسنين

GMT 16:41 2020 الثلاثاء ,17 آذار/ مارس

أول لاعب مغربي يعلن إصابته بفيروس كورونا

GMT 10:22 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

أمير رمسيس يؤكد أن "حظر تجول" مباراة تمثيلية

GMT 03:56 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصفات الكاملة لـ "آيباد برو" الصيني الخاص بـ "هواوي"

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

موعد آذان الظهر اليوم في مصر اليوم الثلاثاء 15-10-2019

GMT 14:33 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

ألوان منعشة من مجموعات عبايات ربيع وصيف 2019

GMT 20:22 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

امرأة حامل ضحية اغتصاب 5 ذئاب بشرية في الجيزة

GMT 06:43 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أرز باللحم والحمّص على الطريقة السعودية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon