توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيناريو الرعب

  مصر اليوم -

سيناريو الرعب

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

مستقبل مجهول ينتظر ما كانت ذات يوم إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس. كانت المستعمرات الممتدة فى أنحاء العالم من الهند إلى أمريكا هى المجهول مستقبلها، عندما كان مصيرها يتحدد فى لندن التى ينتظرها الآن مصير غير معلوم.

رفض مجلس العموم اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبى، دون أن يكون هناك بديل عنه. يتطلع رافضوه إلى بديل أفضل يصعب تصوره، ليس بسبب تعنت قيادة الاتحاد، ولكن لأن تقديم تنازلات تتيح لبريطانيا مكاسب كبيرة سيُغرى دولاً أخرى بالخروج. وسيؤدى هذا إلى تفكك الاتحاد لا محالة.

ولذلك، يلوح فى سماء بريطانيا اليوم ما يُطلق عليه سيناريو الرعب، أى الخروج دون اتفاق. وهذا سيناريو مُرعب لأنه يؤدى إلى خسائر اقتصادية مهولة تبدأ بارتباك فى حركة التجارة ولا تنتهى بتراجع مركز لندن التى تعد «عاصمة» مالية لأوروبا ونقل عدد متزايد من الشركات مراكزها إلى دول أخرى، وانسحاب بعضها بشكل كامل.

وإذ يصعب تصور اتفاق أفضل من ذلك الذى رفضه البرلمان، وفيما لا يؤدى تفاهم ممكن على تمديد موعد الخروج من الاتحاد سوى إلى حل مؤقت، ربما لا يكون أمام حكومة تيريزا ماى ومجلس العموم إلا صيغة لخروج جزئى فقط. والمقصود هنا البقاء ضمن الاتحاد الجمركى الأوروبى، وبالتالى المحافظة على حرية التجارة والحركة والعمل مع دول الاتحاد، أى صيغة شبيهة أو قريبة من حالة النرويج.

لكن هذه الصيغة لا تختلف جوهرياً عن البقاء فى الاتحاد. ولذلك ربما يكون خيار الاستمرار فى عضويته أكثر منطقية. ويتطلب هذا الخيار العودة إلى الهيئة الناخبة، التى اقترعت بأغلبية طفيفة لمصلحة الخروج من الاتحاد فى 23 يونيو 2016. وهذا خيار ديمقراطى، فضلاً عن ضرورته العملية، بخلاف ما يراه من يقولون إن الشعب حسم قراره فى الاستفتاء السابق. فقد تغيرت أمور كثيرة منذ إجراء ذلك الاستفتاء، بما فى ذلك الأجواء المشحونة ضد الهجرة. لكن المهم أن يسبق الاستفتاء الجديد شرح كامل للاتفاق الذى رفضه البرلمان، بحيث يكون على الناخبين أن يختاروا هل يقبلونه إذا أرادوا الخروج؟ أم يفضلون البقاء فى الاتحاد.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيناريو الرعب سيناريو الرعب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon