توقيت القاهرة المحلي 16:35:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألمانيا فوق الجميع

  مصر اليوم -

ألمانيا فوق الجميع

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

هل يمكن بناء مؤشر لقياس أوزان الدول الأكثر إسهاما فى الطور الراهن من الحضارة الإنسانية، وترتيبها وفق معايير دقيقة؟ الإجابة بالإيجاب. ولكن مهمة بناء مثل هذا المؤشر أصعب مقارنة بالمؤشرات التى تقيس تفوق الدول ونجاحها فى مجالات محددة. أما المهمة الأصعب فهى تحديد معايير متفق عليها لاختيار الدولة الأكثر إسهاما فى تقدم البشرية بوجه عام خلال العقود الأخيرة.

ومع ذلك، تبدو ألمانيا مؤهلة أكثر من غيرها للحصول على هذه المرتبة. فإلى جانب إسهاماتها المميزة، قدمت ألمانيا دروسا ملهمة بحيث يجوز القول إنها علَّمت العالم أكثر مما فعل غيرها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. علَّمت ألمانيا الغربية العالم كيفية بناء نظام ديمقراطى ناجح بعد أن خضعت لأحد أكثر الدكتاتوريات تجبرا وقسوة وعنصرية فى العصر الحديث. وقدمت درسا فى كيفية بناء نظام رأسمالى أسهم فى ارشاد العالم إلى ما صار يُعرف باقتصاد السوق الاجتماعى. وكانت تجربتها مبهرة فى استيعاب نصفها الشرقى الذى فُصل عنها بعد الحرب الثانية، وفُرض عليه نظام فاشل، وبناء الوحدة الأكثر نجاحا فى عالم اليوم. كما تقدم ألمانيا الموحدة اليوم نموذجا فى التمسك بالقيم الإنسانية التى تضمحل فى عالمنا. وكان فتح حدودها أمام مئات الآلاف من المهاجرين، فى الوقت الذى أغلقت الدول الأوروبية الأخرى أبوابها أمامهم كلياً أو بصورة شبه كاملة، آخر دليل على ذلك.

ولو أن أدولف هتلر بُعث حيا اليوم لهاله كيف حقق الألمان شعاره «ألمانيا فوق الجميع» معتمدين على منهج مناقض لذلك الذى اتبعه، وانتهى إلى كارثة لبلده وللعالم. وها هم الألمان يقدمون درسا جديدا فى علم التخطيط الرياضى، ويفوز منتخبهم الثانى الشاب بكأس القارات الأحد الماضى بعد أن حصد نظيره الأول «المونديال» عام 2014. قرر المدير الفنى للمنتخب الألمانى أن يريح الفريق الأول، ويُجرَّب الفريق الثانى الذى لا يزيد متوسط أعمار لاعبيه على 23 عاما. يريد الألمان إعداد منتخب جديد للمستقبل، رغم أن الفريق الذى حصد «المونديال» الأخير مازال فى الملعب. كان طموح المدير الفنى هو الوصول إلى المباراة قبل النهائية، ولكنه عبرها بسهولة إلى مباراة الحسم التى فاز فيها على منتخب شيلى الأحد الماضى، وقدم درسا جديدا فى علم التخطيط الرياضى هذه المرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا فوق الجميع ألمانيا فوق الجميع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon