توقيت القاهرة المحلي 08:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش» و«القاعدة» من جديد

  مصر اليوم -

«داعش» و«القاعدة» من جديد

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

يبدو أن تنظيم «القاعدة» بدأ يحقق تقدما فى معركته الثأرية ضد تنظيم «داعش». تعود أصول هذه المعركة إلى انقلاب أبو بكر البغدادى الذى كان قائدا لجماعة تابعة لتنظيم «القاعدة» فى العراق على أيمن الظواهرى والتنظيم التابع له فى سوريا «جبهة النصرة». كان هذا الانقلاب هو أساس المعركة التى يبدو أنها تشهد الآن فصلاً جديداً من فصولها بين «داعش» و«القاعدة» فى عدد من المواقع. فعلى سبيل المثال قام التنظيم التابع لـ «القاعدة» فى مدينة درنة الليبية بالدور الرئيسى فى إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» الذى كان قد سيطر عليها. ورغم مشاركة عدة أطراف فى المعركة الفاصلة التى حُسمت يوم 21 أبريل الماضى بطرد مسلحى تنظيم «داعش» من مدينة درنة، فقد كان الدور الرئيسى فيها لما يسمى «مجلس شورى مجاهدى درنة» المعروف بارتباطه بتنظيم «القاعدة».

وهذا هو ما يصل إليه أى باحث مُدقِّق لا يكتفى برصد البيانات الصادرة عن أطراف مختلفة عبرت كلها عن الابتهاج لهزيمة «داعش» فى درنة، ولكن أيا منها لم يدع أنه هو الذى ألحق به هذه الهزيمة.

ولذلك فبمقدار ما أن طُرد «داعش» من درنة خبر مفرح، يظل نفوذ «مجلس شورى مجاهدى درنة» تهديدا لا يقل خطرا، ومؤشراً على أن إلحاق الهزيمة بالإرهاب مازال بعيد المنال فى غياب نموذج ديمقراطى حديث ينتصر للقيم التى يهددها هذا الإرهاب، وفى مقدمتها الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.وليست هذه هى المرة الأولى التى تنتصر فيها «القاعدة» فى معركتها الثأرية ضد «داعش» فى الشهور الأخيرة. فقد ألحقت حركة «طالبان» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة» هزيمة واضحة بتنظيم «داعش» فى أفغانستان وباكستان، الأمر الذى أدى إلى انحسار ما يسمى «ولاية خراسان» التابعة له، وانشقاق عدد غير معروف بعد من عناصر «القاعدة» الذين كانوا قد التحقوا بها فى مرحلة «الهجرة إلى «داعش». ولا يعنى ذلك أن تفوق «القاعدة» مجددا فى الفصول الأخيرة من معركتها ضد «داعش» يعنى أنه دخل طور الأفول. فما حدث فى ليبيا، ومن قبله فى أفغانستان وباكستان، مرتبط بظروف محددة. ولذلك يخطئ المراقبون الذين يتوقعون، بناء على ما حدث فى هذه الحالات، أفولاً سريعاً لتنظيم «داعش» فى سوريا والعراق ما لم يمكن بناء نموذج مدنى ديمقراطى حديث فى أى مكان فى المنطقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» و«القاعدة» من جديد «داعش» و«القاعدة» من جديد



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon