توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد البديهيات!

  مصر اليوم -

ما بعد البديهيات

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

نحن نسبق غيرنا فى العالم أحياناً، ولكن فى مجالات يكون السبق فيها تخلفاً وليس تقدماً. فى العالم الآن جدل حول حالة يُطلق عليها «ما بعد الحقيقة». انتشر هذا الجدل بعد أن أدرج معجم أكسفورد المشهور تعبير «ما بعد الحقيقة» فى طبعته لسنة 2017، فأضفى عليه أهمية مضافة. 

ويُقصد بحالة ما بعد الحقيقة التوسع الذى حدث فى استعداد قطاعات متزايدة من الناس للتأثر بمواقف وخطابات عاطفية أو انفعالية أو تعبوية، مهما يكن تعارضها مع وقائع أو حقائق تصير فى ظل هذه الحالة مجرد روايات مختلف عليها. 

وهذه الحالة ليست جديدة، بل لعلها من عمر التاريخ السياسى المُسجل أو الموثق. فكثيرة هى فى هذا التاريخ الأكاذيب التى حددت مساره، أو غيرت اتجاهه، فى لحظات كان بعضها مفصلياً فى تطوره. ولكن الجديد هو التوسع فى هذه الأكاذيب، فضلاً عن سهولة نشرها، أو انتشارها، بفعل الثورة اللانهائية فى وسائل التواصل. 

ويحدث ذلك عندنا، كما عند غيرنا فى العالم اليوم. ولكن ما نسبق نحن فيه غيرنا هو الميل المتزايد إلى التشكيك فى بديهيات، وتنامى الاستعداد للشك فى قواعد ثابتة لا تقل وضوحاً عن الحقائق الفيزيائية والرياضية وغيرها من المعطيات العلمية0 فالميل الراهن إلى الشك أو التشكيك لا يتعلق فقط بمجالات يمكن أن يحدث فيها ذلك بسبب طابعها النسبى، بل يشمل ما لا يسهل تحويله من قاعدة إلى رأى. ويظهر ذلك مثلاً فى الجدل الذى حدث بمناسبة تعديل قانون التظاهر، بعد أن قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية مادته العاشرة التى تجعل التظاهر بالإخطار، وليس بتصريح مسبق. 

فقد أثير جدل حول إمكان تعديل مواد أخرى فى هذا القانون بخلاف المادة التى قضت المحكمة بعدم دستوريتها. وهذا جدل فى أمر بديهى لا يمكن تخيل أن يحدث خلاف عليه فى أى وضع طبيعى. والبديهى هنا أن قضاء المحكمة يُلزم بتعديل المادة التى قضت بعدم دستوريتها، ولا يمنع أى تعديل آخر حتى إذا شمل مواد القانون كلها، بما فيها المادتان اللتان رفضت الدفع بأنهما غير دستوريتين. والسبب، أو مصدر البداهة هنا، أن عدم الدستورية يُعد سبباً واحداً فقط من أسباب كثيرة تدفع إلى تعديل القوانين عموماً، وليس هذا القانون وحده. 

المصدر : صحيفة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد البديهيات ما بعد البديهيات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon