توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نساء «داعش»؟

  مصر اليوم -

نساء «داعش»

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

كان ظهور تنظيم «داعش» تحدياً كبيراً، وربما الأكبر، للباحثين فى مجالي الحركات الأصولية والإرهاب على حد سواء، وكذلك للمهتمين بها فى الأوساط الإعلامية والثقافية. تفاوتت الاستجابات لهذا التحدى. قليل من الأعمال ساهمت فى فهم التحول الذى حدث فى حركة الإرهاب، وأدى إلى ظهور التنظيم الأكثر عنفاً وتوحشاً. 

أما أكثر ما كُتب وقيل عنه فقد امتزجت فيه حقائق أو وقائع بخرافات أو أساطير، واجتمع فيه التحليل والفهلوة، وخاصة فى ضوء قلة المعلومات التى يمكن التيقن من صحتها. ومازال هذا النوع الردئ من الكتابات والتعليقات مستمراً فى مرحلة يبدو أنها تمثل بداية نهاية «داعش»، مثلما كان فى لحظة بداية صعوده. 

ويظهر ذلك فى كثير مما يُكتب ويُقال وينتج فى أفلام وثائقية عن وزن مميز ودور جوهرى، للنساء فى تنظيم «داعش»، الأمر الذى يبدو أحياناً كما لو أننا إزاء أحد أكثر التنظيمات تقدماً وحداثة، وليس أمام أكثرها تخلفاً ورجعية. ومن ذلك مثلاً أن «داعش» يتمتع بجاذبية شديدة للفتيات، رغم أن أحداً لا يعرف أعداد النساء اللاتى التحقن به، أو نسبتهن إلى الرجال. 

ويُقال أيضاً إن إقبال النساء على الالتحاق بـ «داعش» يعود إلى رغبة فى تغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة الضعيفة القابعة فى منزل زوجها لتربية الأطفال والإنجاب، وخلق صورة جديدة لنساء يحملن السلاح ويستطعن تنفيذ عمليات مسلحة عبر المشاركة فى القتال أو تفجير أنفسهن. وهذا تفسير يوحى بأن إحدى وظائف «داعش» تقديم صورة حديثة للمرأة المسلمة، فضلاً عن أنه يُفسر افتراضاً لا دليل عليه وهو أن إقبال النساء على التنظيم هائل. 

وهذا فضلاً عن التفسيرات «المعلبة» التى يمكن استخدامها فى سياقات مختلفة مثل القول إن «داعش» يستعين بالمرأة لسد النقص فى عدد مقاتليه، وكأنه يملك خزاناً لا ينضب من النساء. 

والحال أننا إزاء افتراض ينبغى على من يطرحونه إثباته أولاً قبل البحث عن تفسير أو أكثر له, بدءاَ بتوثيق العمليات القتالية أو الانتحارية التى شاركت فيها أونفذتها فتيات, وحدود دور عضواته فى تنظيم الأوضاع الاجتماعية للنساء فى المناطق التى سيطر عليها عام 2014 فى سوريا والعراق، التزاماً بالحد الأدنى من قواعد المعرفة والمنهجية العلمية والأخلاق المهنية. 

المصدر : صحيفة الأهرام 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء «داعش» نساء «داعش»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon