توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هكذا نُدَّمر أنفسنا

  مصر اليوم -

هكذا نُدَّمر أنفسنا

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

لا يدرك من يُسيئون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وينشرون عبرها أدق تفاصيل حياتهم الشخصية، أنهم يُدَّمرون أحد أهم ما ينبغى أن يحافظ عليه الإنسان، وهو الخصوصية أو المجال الخاص.
فقد أصبحت «السوشيال ميديا» مقصداً لأعداد متزايدة ممن يعانون فراغاً، ولا يجدون شيئاً نافعاً يفعلونه، وآخرين وأخريات من الذين يجعلونها منابر لتصفية حسابات شخصية. 

لا يخجل شخص رفضت فتاة الاستمرار فى علاقة معه عندما يفضح نفسه عبر هذا الموقع أو ذاك، وهو يظن أنه ينتقم منها. ولا تستحى فتاة من أن تكشف معلومات عن شخص أنهى علاقة معها، فتجعل نفسها مضغة فى أفواه من لا شغل لهم ولا شاغل. وما أكثرهم فى الوقت الراهن. 

ولا يعرف من يستخدمون موقعاً مثل «إنستجرام» لنشر صور غريبة لهم أنه لم يُبتكر لمثل هذا التهافت، الذى وصل إلى حد أن ينشر البعض صورهم فى المنزل وكل مكان يذهبون إليه منذ أن يستيقظوا صباحاً أو ظهراً. 

وتنطوى هذه الظاهرة الآخذة فى التوسع على مرضين خطيرين فى آن معاً هما التفريط فى الدور الذى ينبغى أن يضطلع به كل إنسان فى المجال العام خدمة للناس والوطن، والإفراط فى التخلى عن المجال الخاص الذى يجب أن يحافظ المرء عليه. 

وفى ظل هذا الاختلال فى العلاقة بكل من المجال العام والحيز الخاص، تنهار قيمة الخصوصية التى تُعَّد أحد أهم قيم الحداثة، فضلاً عن كونها أحد أبرز المؤشرات التى تُستخدم فى قياس اقتراب المجتمع من العصر الحديث أو ابتعاده عنه. ويظن كثير منا أن الحديث عن الخصوصية وغيرها من قيم الحداثة وأنماط حياتها إنما هو نوع من الترف منبت الصلة بأزماتنا الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة. ولكن الثقافة السائدة فى المجتمع تؤثر بمقدار يختلف من حالة إلى أخرى فى أوضاعنا الاقتصادية والسياسية. فكلما ازداد الوقت الذى يمضيه المرء فى سفاسف الأمور على النحو الذى يظهر فى مواقع التواصل الاجتماعي، كان هذا مؤشراً على انصراف أعداد متزايدة عن العمل العام وتضاؤل اهتمامهم به، وانغماسهم فى تدمير أنفسهم عبر التخلى عن المجال الخاص وتحويله إلى مساحة تُمثَّل بديلاً مشوهاً وضاراً عن المجال العام. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا نُدَّمر أنفسنا هكذا نُدَّمر أنفسنا



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon