توقيت القاهرة المحلي 09:45:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

  مصر اليوم -

هل توجد وطنيةٌ أمريكية

بقلم:د. وحيد عبدالمجيد

اطلعت على رسوم كاريكاتورية أبدع راسموها فى السخرية من العلاقة بين رئيس أكبر دولة فى العالم وحاكم مستعمرة أنشأها الغرب فى منطقتنا، ولا تستطيع أن تستمر دون دعمه المتواصل ومشاركته معها فى جرائمها. رسوم كلها رائعة ومُعبرة بوضوح عن علاقة تبدو لراسميها غير طبيعية، حيث الحامى هو الأضعف، والمانح هو الذى يتوسل. لكننى لم أجد بعد كاريكاتورًا أتصور أن دلالته ستكون أقوى إذا ظهر فيه رئيس أمريكى جالسًا تحت قدمى رئيس وزراء صهيونى. يطلب رئيس الدولة الأكبر، وهو فى وضع المُهان المُتذلل، طلبًا فلا يُجاب. يتظاهر من يجلس فى وضع المُهين المُذِل بأنه لا يسمع، أو يرفض صراحةً ما يُطلب منه. وفوق ذلك كله يفرض شروطًا يُذعن من يجلس فى وضع المُهان لها. ومنها مثلاً اشتراط نيتانياهو تلقى مكالمة من بايدن قبل أن يلبى وزير الدفاع الصهيونى دعوة رسمية لزيارة واشنطن.

وليس هذا إلا أحد تجليات نمط تتسم به العلاقة الأمريكية الإسرائيلية طول أكثر من عام. ومع ذلك لا نجد رد فعل شعبى أمريكى إلا فيما قل أو ندر. ليس هناك ما يدل على أن الأغلبية الساحقة من الأمريكيين يشعرون بأن كرامتهم الوطنية مُهانة. فهم لا يبالون بإهدار كرامة دولتهم على مرأى ومسمع من العالم كله.

ولهذا حقُ أن نسأل هل لديهم مشاعر وطنية ؟ وهذا سؤال مترتب على آخر يتعلق بوجود انتماء وطنى من عدمه. لا أعرف شعبًا، مهما كان صغيرًا أو حتى بائسا، يقبل إذلال رئيسه الذى يُعد رمزًا له تحت أى ظرف. فهذه إهانة للدولة كلها، وبالتالى للشعب، وليس لشخص. فهل يعود ما نلاحظه فى أمريكا إلى أنها تفتقر إلى تراث وطنى، وهى التى لا يزيد عمرها على قرنين ونصف القرن، أى بضع لحظات فى مسار التاريخ؟ قد يُقال إن الأمريكيين يتحدثون عما يعتبرونها حرب تحرير ضد الإنجليز. ولكن تلك الحرب كانت بين استعمار استيطانى جاء من وراء المحيط واستعمار تقليدى.

حقًا إن الوطنية لا تُباع ولا تُشترى، ولا تُنتج فى مختبرات التكنولوجيا مهما بلغ تقدمها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل توجد وطنيةٌ أمريكية هل توجد وطنيةٌ أمريكية



GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 07:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 06:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon