توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

  مصر اليوم -

هل توجد وطنيةٌ أمريكية

بقلم:د. وحيد عبدالمجيد

اطلعت على رسوم كاريكاتورية أبدع راسموها فى السخرية من العلاقة بين رئيس أكبر دولة فى العالم وحاكم مستعمرة أنشأها الغرب فى منطقتنا، ولا تستطيع أن تستمر دون دعمه المتواصل ومشاركته معها فى جرائمها. رسوم كلها رائعة ومُعبرة بوضوح عن علاقة تبدو لراسميها غير طبيعية، حيث الحامى هو الأضعف، والمانح هو الذى يتوسل. لكننى لم أجد بعد كاريكاتورًا أتصور أن دلالته ستكون أقوى إذا ظهر فيه رئيس أمريكى جالسًا تحت قدمى رئيس وزراء صهيونى. يطلب رئيس الدولة الأكبر، وهو فى وضع المُهان المُتذلل، طلبًا فلا يُجاب. يتظاهر من يجلس فى وضع المُهين المُذِل بأنه لا يسمع، أو يرفض صراحةً ما يُطلب منه. وفوق ذلك كله يفرض شروطًا يُذعن من يجلس فى وضع المُهان لها. ومنها مثلاً اشتراط نيتانياهو تلقى مكالمة من بايدن قبل أن يلبى وزير الدفاع الصهيونى دعوة رسمية لزيارة واشنطن.

وليس هذا إلا أحد تجليات نمط تتسم به العلاقة الأمريكية الإسرائيلية طول أكثر من عام. ومع ذلك لا نجد رد فعل شعبى أمريكى إلا فيما قل أو ندر. ليس هناك ما يدل على أن الأغلبية الساحقة من الأمريكيين يشعرون بأن كرامتهم الوطنية مُهانة. فهم لا يبالون بإهدار كرامة دولتهم على مرأى ومسمع من العالم كله.

ولهذا حقُ أن نسأل هل لديهم مشاعر وطنية ؟ وهذا سؤال مترتب على آخر يتعلق بوجود انتماء وطنى من عدمه. لا أعرف شعبًا، مهما كان صغيرًا أو حتى بائسا، يقبل إذلال رئيسه الذى يُعد رمزًا له تحت أى ظرف. فهذه إهانة للدولة كلها، وبالتالى للشعب، وليس لشخص. فهل يعود ما نلاحظه فى أمريكا إلى أنها تفتقر إلى تراث وطنى، وهى التى لا يزيد عمرها على قرنين ونصف القرن، أى بضع لحظات فى مسار التاريخ؟ قد يُقال إن الأمريكيين يتحدثون عما يعتبرونها حرب تحرير ضد الإنجليز. ولكن تلك الحرب كانت بين استعمار استيطانى جاء من وراء المحيط واستعمار تقليدى.

حقًا إن الوطنية لا تُباع ولا تُشترى، ولا تُنتج فى مختبرات التكنولوجيا مهما بلغ تقدمها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل توجد وطنيةٌ أمريكية هل توجد وطنيةٌ أمريكية



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon