توقيت القاهرة المحلي 13:30:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلا .. وباب الشيطان؟

  مصر اليوم -

إلا  وباب الشيطان

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يُقال عادة إن كلمة «لو» تفتح باب الشيطان. ولكن إذا كانت محاولة استدراك أمر حدث تُبدَّد الوقت والجهد وتؤدى إلى استغراق فى الندم، فالحال أن شيوع الاستثناء من قواعد عامة ينطوى على خطر أكبر. ولذلك ربما تفتح كلمة »إلا«, التى تستخدم أداة للاستثناء من القاعدة العامة كل أبواب الشيطان، وليس باباً واحداً فقط. 

الاستثناء يفتح أبواباً لمن يجيدون البحث عن منافذ للتحايل على القواعد العامة، بحيث لا يبقى منها شىء بمضى الوقت. يستخدم صانع القاعدة العامة عادةً كلمة «إلا» على أساس أن هناك حالات استثنائية حقيقية تستدعى تعطيل هذه القاعدة فيها. ولكن بعض من يُطَّبقونها، أو كثير منهم حسب الأحوال، يتوسعون فى تلك الحالات إلى أن تصبح هى الأساس، وتغدو القاعدة هى الاستثناء. 

وعندما يتكرر ذلك فى أى مجتمع، يحسن تجنب الاستثناء، وربما حظره فى بعض الحالات، إلى أن تتطور ثقافة هذا المجتمع ويتم إصلاح جهازه الإدارى الذى يتولى تطبيق القواعد العامة فى الأغلب الأعم. 

ورغم أن التوسع فى الاستثناء ملحوظ فى مصر، مازالت القواعد العامة تفتح أبواباً لها0 وآخرها حتى الآن، التأشيرات العامة لقانون الموازنة العامة الجديدة 2017/2018. ونضرب مثالين بحالتين من الحالات الواردة فى هذه التأشيرات. الأولى حظر إصدار قرارات تتضمن مزايا مالية تجاوز النظم المقررة قانوناً إلا بقرار من رئيس الوزراء. وليس صعباً تدبيج مذكرة مستوفاة، من حيث الشكل لطلب زيادة فى مكافآت أو حوافز بذرائع مختلفة للحصول على هذا الاستثناء. 

والحالة الثانية عدم جواز استخدام الاعتمادات المالية المخصصة لوسائل الانتقال فى موازنات الجهاز الإدارى والوحدات المحلية والهيئات العامة فى شراء سيارات الركوب إلا بعد موافقة وزير التخطيط بالنسبة للسيارات الأقل من 4 سلندرات وموافقة رئيس الوزراء على ما زاد على ذلك. 

والملاحظ أن حظر شراء سيارات الركوب يتكرر منذ أكثر من عشر سنوات دون أن يمنع زيادة هذه السيارات فى غير قليل من الجهات العامة رغم هذا الحظر. ولا يخفى أن الهدر هنا لا يقتصر على شراء سيارات، لأنه يشمل نفقات تشغيلها وصيانتها، وأجور سائقيها. وليست هاتان سوى حالتين من حالات كثيرة تكون فيها «إلا» أداة لإحلال الاستثناء محل القاعدة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلا  وباب الشيطان إلا  وباب الشيطان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon