توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماويون إسلاميون!

  مصر اليوم -

ماويون إسلاميون

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

أثار إعلان الشرطة الفلبينية أنها تتابع عددا من أعضاء جماعة ماوية (تعتنق الماركسية وفق منهج الزعيم الصينى الراحل ماوتسى تونج)، بسبب ارتباطهم بمجموعة تابعة لتنظيم «داعش» استغراب مراقبين بسبب الاختلاف الجذرى بين الأفكار الشيوعية المتطرفة ومرجعيات الإرهاب الذى يعمل تحت لافتات إسلامية.

غير أن هذا الاختلاف، على أهميته، يحجب قاسما مشتركا بين المتطرفين، خاصة الأشد تطرفاً، فى مختلف الاتجاهات مهما كانت مرجعياتهم. فالكثير من هؤلاء الذين يحملون السلاح من أجل تحقيق أهداف سياسية يتشاركون فى تمردهم العنيف، وخروجهم على المجتمع، ورفضهم العمل السلمى سعيا إلى تحقيق ما يؤمنون به. فالتمرد الذى يدفع إلى القتل والتفجير يجمع الأكثر تطرفاً فى كل الاتجاهات، ويخلق مساحات مشتركة بين الإرهاب الذى ينتشر فى العالم الآن ويرفع أعلاماً سوداً، والإرهاب الذى انحسر فى العقود الثلاثة الأخيرة بأعلامه الحُمر.

وكانت التنظيمات الماوية المتطرفة أحد أهم مكونات الإرهاب الأحمر الذى انتشر فى الربع الثالث من القرن الماضى، واتخذ من «الكتاب الأحمر» المشهور لماوتسى تونج مرشدا له. ومازالت هناك أحزاب وجماعات تنهج هذا المنهج فى عدد محدود من بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية. ويوجد أكبر هذه الأحزاب، وهى سرية بطبيعة الحال، فى الفلبين التى كان فيها حزب شيوعى تقليدى انقسم على نفسه عام 1950 (العام التالى لانتصار الثورة الصينية)، ثم سيطر الجناح الراديكالى الأكثر تشددا عليه بعد اتهام قيادته بأنها «تحريفية ستالينية» وتبنى وثيقة جديدة تضمنت برنامجا أُطلق عليه برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، وانخرط فى عمل مسلح مازال مستمرا حتى اليوم، رغم دخوله فى مفاوضات مع الحكومة من وقت إلى آخر. ورغم أن هذا الحزب يُعد أحد أكثر الأحزاب الماركسية (والماوية أيضاً) تطرفاً، فقد انشقت عليه مجموعة أكثر تشددا عُرفت باسم «كتيبة أليكس بوناكاياو» فى ثمانينيات القرن الماضى. ولكن هذه المجموعة التى ظلت صغيرة لم تصمد طويلاً، وهناك شواهد على أنها تفككت، وربما عاد بعض أعضائها إلى الحزب الذى أُنشئوا عليه، واعتزل بعضهم الآخر، وظل فريق ثالث فى حيرة من أمره. والأرجح أن من أقاموا علاقات مع مجموعة تابعة لتنظيم «داعش» من هذا الفريق الثالث، وأنهم يبحثون عن مجال آخر يستوعب تمردهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماويون إسلاميون ماويون إسلاميون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon