توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماويون إسلاميون!

  مصر اليوم -

ماويون إسلاميون

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

أثار إعلان الشرطة الفلبينية أنها تتابع عددا من أعضاء جماعة ماوية (تعتنق الماركسية وفق منهج الزعيم الصينى الراحل ماوتسى تونج)، بسبب ارتباطهم بمجموعة تابعة لتنظيم «داعش» استغراب مراقبين بسبب الاختلاف الجذرى بين الأفكار الشيوعية المتطرفة ومرجعيات الإرهاب الذى يعمل تحت لافتات إسلامية.

غير أن هذا الاختلاف، على أهميته، يحجب قاسما مشتركا بين المتطرفين، خاصة الأشد تطرفاً، فى مختلف الاتجاهات مهما كانت مرجعياتهم. فالكثير من هؤلاء الذين يحملون السلاح من أجل تحقيق أهداف سياسية يتشاركون فى تمردهم العنيف، وخروجهم على المجتمع، ورفضهم العمل السلمى سعيا إلى تحقيق ما يؤمنون به. فالتمرد الذى يدفع إلى القتل والتفجير يجمع الأكثر تطرفاً فى كل الاتجاهات، ويخلق مساحات مشتركة بين الإرهاب الذى ينتشر فى العالم الآن ويرفع أعلاماً سوداً، والإرهاب الذى انحسر فى العقود الثلاثة الأخيرة بأعلامه الحُمر.

وكانت التنظيمات الماوية المتطرفة أحد أهم مكونات الإرهاب الأحمر الذى انتشر فى الربع الثالث من القرن الماضى، واتخذ من «الكتاب الأحمر» المشهور لماوتسى تونج مرشدا له. ومازالت هناك أحزاب وجماعات تنهج هذا المنهج فى عدد محدود من بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية. ويوجد أكبر هذه الأحزاب، وهى سرية بطبيعة الحال، فى الفلبين التى كان فيها حزب شيوعى تقليدى انقسم على نفسه عام 1950 (العام التالى لانتصار الثورة الصينية)، ثم سيطر الجناح الراديكالى الأكثر تشددا عليه بعد اتهام قيادته بأنها «تحريفية ستالينية» وتبنى وثيقة جديدة تضمنت برنامجا أُطلق عليه برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، وانخرط فى عمل مسلح مازال مستمرا حتى اليوم، رغم دخوله فى مفاوضات مع الحكومة من وقت إلى آخر. ورغم أن هذا الحزب يُعد أحد أكثر الأحزاب الماركسية (والماوية أيضاً) تطرفاً، فقد انشقت عليه مجموعة أكثر تشددا عُرفت باسم «كتيبة أليكس بوناكاياو» فى ثمانينيات القرن الماضى. ولكن هذه المجموعة التى ظلت صغيرة لم تصمد طويلاً، وهناك شواهد على أنها تفككت، وربما عاد بعض أعضائها إلى الحزب الذى أُنشئوا عليه، واعتزل بعضهم الآخر، وظل فريق ثالث فى حيرة من أمره. والأرجح أن من أقاموا علاقات مع مجموعة تابعة لتنظيم «داعش» من هذا الفريق الثالث، وأنهم يبحثون عن مجال آخر يستوعب تمردهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماويون إسلاميون ماويون إسلاميون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon