توقيت القاهرة المحلي 09:13:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نُنجب كثيراً؟

  مصر اليوم -

لماذا نُنجب كثيراً

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

شكوى مستمرة من زيادة معدلات الإنجاب. تتكرر هذه الشكوى منذ أكثر من نصف قرن. كثيرة هى الحملات الدعائية والإعلامية التى نُظمت تحت شعار التوعية بأخطار إنجاب عدد كبير من الأطفال0 ولا تقل عنها اللجان والهيئات والمجالس التى شُكلت لهذا الغرض.

ولكن مقارنة أوضاعنا بأحوال غيرنا فى العالم تفيد أن معدلات الإنجاب ترتبط بظروف المجتمع وأنماط حياته وثقافته أكثر من أى شيء آخر. وتمثل البلدان التى تقل فيها معدلات الإنجاب، وتؤدى إلى انخفاض مطرد فى أعداد السكان على نحو يدفع إلى القلق، دليلاً يُعتد به على ذلك. ففى بعض هذه البلدان تبذل جهود من أجل زيادة معدلات الإنجاب، ولكن بلا جدوى لأن نمط الحياة وما يرتبط به من ثقافة مجتمعية غالبة يؤدى إما إلى ضعف الإقبال على تكوين أسرة، أو قلة عدد الأطفال الذين يتم إنجابهم بشكل مطرد من جيل إلى آخر.

وقد خلصت دراسة حول هذه القضية فى اليابان إلى أن تراجع عدد المواليد ليس قابلاً للتغير بسرعة رغم القلق المتزايد من أن يؤدى ذلك إلى انخفاض عدد السكان من 127 مليون نسمة إلى أقل من مائة مليون خلال ثلاثين عاماً. وإذا عرفنا السبب الأساسى وراء تراجع معدلات الإنجاب فى اليابان، يمكن أن نعرف أو نتأكد من السبب الرئيسى لزيادتها فى مصر. فقد ثبت أن قوة ثقافة العمل فى اليابان تؤدى إلى استئثاره بساعات طويلة على حساب الحياة الاجتماعية، الأمر الذى يؤدى إلى تراجع معدلات الزواج وخصوصاً بعد أن أصبحت سوق العمل تستوعب الوافدين اليها سواء من الشباب أو الشابات. وبخلاف الحال فى اليابان، يفتقر المجتمع المصرى إلى ثقافة العمل ليس، لأنه كسول ولكن بسبب قلة فرص العمل وغياب المعايير الموضوعية التى تحفز على الارتباط به، والفجوة الكبيرة بين معدلات دخل نسبة معتبرة من العاملين ومتطلبات الحياة. ولذا يلجأ عدد كبير من الأسر الأكثر فقراً إلى إنجاب أعداد أكبر من الأطفال لتشغيلهم فى أعمال دنيا وتحويلهم إلى مصدر دخل. ويعنى ذلك أن إصلاح الاختلالات فى سوق العمل، وفى السياسة الاقتصادية، يؤدى إلى خفض معدلات الإنجاب تلقائياً بدون حاجة إلى حملات ومهرجانات إلا فيما قل أو ندر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نُنجب كثيراً لماذا نُنجب كثيراً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon