توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسعار .. وأرباح المنتجين!

  مصر اليوم -

الأسعار  وأرباح المنتجين

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

المخاوف من اتجاه الحكومة إلى تحديد هامش ربح للسلع والمنتجات لا يقتصر على المنتجين فى القطاع الخاص. ولذلك وقبل أن يقود هذا الاتجاه إلى قرار بالفعل، ينبغى التفكير جيداً فى عواقبه. 

مؤيدو تحديد هامش ربح للسلع يظنون أنه سيؤدى إلى ضبط الأسعار ومواجهة انفلاتها. ولا ندرى على أى أساس يستندون، فليست هناك حالات يمكن دراستها لأن البلاد الاشتراكية (لم يعد لها وجود تقريباً) لا يوجد فيها قطاع خاص. وإذا وُجد يكون صغيراً وغير مؤثر. وفى البلاد الرأسمالية الناجحة، توجد آليات أكثر تقدماً للسعى إلى السعر العادل للسلع. 

ومن أهم هذه الآليات منع الاحتكار من خلال قانون صارم وإرادة قوية للالتزام به. ولدينا بالفعل قانون. 

ومع ذلك، فما أكثرها الممارسات الاحتكارية التى تحدث جهاراً نهارا. خذ مثلاً صناعة الحديد التى يحتكرها منتجان اثنان فى الأساس، بمعاونة اثنين آخرين، ويتحكمان بالتالى فى تحديد الأسعار. ونجد ما يماثل ذلك بأشكال ودرجات مختلفة فى غير قليل من المنتجات. ولذلك، فإذا توافرت إرادة منع الاحتكار، سُيحل جزء معتبر من أزمة انفلات الأسعار. 

وتوجد آلية ثانية مهمة أيضا, وهى التفاوض بين الأطراف المعنية بالأسعار، وأهمها المستثمرون والمنتجون، والعمال الذين يعملون لديهم، والتجار والوسطاء الذين ينقلون منتجاتهم إلى الأسواق، والمستهلكون الذين يشترونها. وكلما كانت هناك مؤسسات ممثلة لهذه الأطراف تمثيلاً حقيقياً، وبيئة تتوافر فيها الحرية اللازمة لإجراء حوار جاد وشفاف, أمكن التوصل إلى السعر العادل بدون قرارات حكومية فوقية ستكون انطباعية فى كثير من الحالات، وستؤدى إلى تراجع الإنتاج, وسيترتب عليها مزيد من الارتباك فى الأسواق. لقد مضى العصر الذى كان فى إمكان الحكومات فيه أن تمسك الاقتصاد بين يديها، وتفرض أسعاراً تحكمية من أعلى (تسعيرة جبرية)، بعد أن ثبت فشل هذا المنهج. المطلوب من الحكومات الآن أن تكون لديها رؤية اقتصادية واضحة تنبثق عنها سياسات وليست مجرد مشاريع يفترض أن تكون نتيجة لتلك الرؤية وتنفيذاً لهذه السياسات، وليست بديلاً عنها. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسعار  وأرباح المنتجين الأسعار  وأرباح المنتجين



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon