توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجتمع «حافة الكوثر»

  مصر اليوم -

مجتمع «حافة الكوثر»

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

هل تُصاب المجتمعات بمرض الاكتئاب الذى يصيب الأفراد؟ قفز السؤال إلى ذهنى منذ أن بدأت فى قراءة رواية الكاتب والشاعر الموهوب على عطا الأولى «حافة الكوثر»، فبقيتُ للحظات استدعى من العلم الاجتماعى ما يعين على إجابة، وأفكر فى العلاقة بين »المجتمع المكتئب« وما نسميه حالة الكآبة العامة التى تخيم على المجتمع فى بعض المراحل. ولكننى عدتُ بسرعة إلى الرواية التى برع كاتبها فى التعبير عن أزمة مجتمع أدخلته الظروف الصعبة فى حالة مرضية. ويتخذ الكاتب من مصحة »الكوثر« النفسية رمزاً لهذه الحالة. 

الرواية مكتوبة بطريقة الراوى التى تتيح للمؤلف فرصة البوح بشجاعة غير معتادة فى الكتابة العربية0 يدخل الراوى هذه المصحة من وقت إلى آخر، ويؤمن بأن الاكتئاب مرض شائع، بدون أن يقول إن المجتمع مصاب به، بل يترك ذلك لمن يريد أن يستخلصه من الرواية. 

ولكنه يسأل، فى سياق رسالة إلكترونية إلى صديقه المغترب (هل يمكن أن يصبح الكوثر وطناً بديلاً لناسه الوافدين إليه رغماً عنهم من كل صوب وحدب). ويجيب: (هو بات كذلك بالفعل. ولا بديل له إلا شوارع لا ترحم ساكنيها). يقول ذلك وهو يفكر فى صديقه المغترب، وهل وجدا أخيراً الوطن البديل له ولأسرته الصغيرة. 

وحين يصبح الوطن طارداً لأبنائه، وتصير الهجرة حلماً لكثير منهم، هل تكون المصحة النفسية وطناً بديلاً لمن لا يجد وطناً اّخر؟ سؤال قد يُثار فى ذهن بعض القراء ضمن أسئلة كثيرة تدفع الرواية القارئ إلى طرحها والتفكير فيها وتأمل أبعاد العلاقة بين الاكتئاب بمعناه الضيق »الفردي«، والاغتراب بمعناه الاجتماعى الواسع، فى مجتمع يمر بأزمة خانفة. 

ويُوظف الكاتب تقنيات التواصل الإلكترونى لإغناء الرواية بعدد كبير من الشخصيات بطريقة غير معتادة فى البنية الكلاسيكية للرواية. وربما أراد تعويض قلة الأحداث بكثرة الشخصيات0 وينجح فى ذلك معتمداً على أسلوب مميز فى السرد يمتزج فيه الماضى بالحاضر على نحو يجد فيه القارئ مصداقاً لقوله، وهو يتذكر أيام الطفولة (الشوارع التى كانت تتسع لترقنا ضاقت بما رحبت به، ولا أظن أنها الآن رحبة لغيرنا). 

أما أهم ما يلفت الانتباه فى «حافة الكوثر» أنها تحمل رؤية لأزمة المجتمع. وقليل هم الكتاَّب الذين قدموا رؤى جديدة فى رواياتهم الأولي. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمع «حافة الكوثر» مجتمع «حافة الكوثر»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon