توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجتمع «حافة الكوثر»

  مصر اليوم -

مجتمع «حافة الكوثر»

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

هل تُصاب المجتمعات بمرض الاكتئاب الذى يصيب الأفراد؟ قفز السؤال إلى ذهنى منذ أن بدأت فى قراءة رواية الكاتب والشاعر الموهوب على عطا الأولى «حافة الكوثر»، فبقيتُ للحظات استدعى من العلم الاجتماعى ما يعين على إجابة، وأفكر فى العلاقة بين »المجتمع المكتئب« وما نسميه حالة الكآبة العامة التى تخيم على المجتمع فى بعض المراحل. ولكننى عدتُ بسرعة إلى الرواية التى برع كاتبها فى التعبير عن أزمة مجتمع أدخلته الظروف الصعبة فى حالة مرضية. ويتخذ الكاتب من مصحة »الكوثر« النفسية رمزاً لهذه الحالة. 

الرواية مكتوبة بطريقة الراوى التى تتيح للمؤلف فرصة البوح بشجاعة غير معتادة فى الكتابة العربية0 يدخل الراوى هذه المصحة من وقت إلى آخر، ويؤمن بأن الاكتئاب مرض شائع، بدون أن يقول إن المجتمع مصاب به، بل يترك ذلك لمن يريد أن يستخلصه من الرواية. 

ولكنه يسأل، فى سياق رسالة إلكترونية إلى صديقه المغترب (هل يمكن أن يصبح الكوثر وطناً بديلاً لناسه الوافدين إليه رغماً عنهم من كل صوب وحدب). ويجيب: (هو بات كذلك بالفعل. ولا بديل له إلا شوارع لا ترحم ساكنيها). يقول ذلك وهو يفكر فى صديقه المغترب، وهل وجدا أخيراً الوطن البديل له ولأسرته الصغيرة. 

وحين يصبح الوطن طارداً لأبنائه، وتصير الهجرة حلماً لكثير منهم، هل تكون المصحة النفسية وطناً بديلاً لمن لا يجد وطناً اّخر؟ سؤال قد يُثار فى ذهن بعض القراء ضمن أسئلة كثيرة تدفع الرواية القارئ إلى طرحها والتفكير فيها وتأمل أبعاد العلاقة بين الاكتئاب بمعناه الضيق »الفردي«، والاغتراب بمعناه الاجتماعى الواسع، فى مجتمع يمر بأزمة خانفة. 

ويُوظف الكاتب تقنيات التواصل الإلكترونى لإغناء الرواية بعدد كبير من الشخصيات بطريقة غير معتادة فى البنية الكلاسيكية للرواية. وربما أراد تعويض قلة الأحداث بكثرة الشخصيات0 وينجح فى ذلك معتمداً على أسلوب مميز فى السرد يمتزج فيه الماضى بالحاضر على نحو يجد فيه القارئ مصداقاً لقوله، وهو يتذكر أيام الطفولة (الشوارع التى كانت تتسع لترقنا ضاقت بما رحبت به، ولا أظن أنها الآن رحبة لغيرنا). 

أما أهم ما يلفت الانتباه فى «حافة الكوثر» أنها تحمل رؤية لأزمة المجتمع. وقليل هم الكتاَّب الذين قدموا رؤى جديدة فى رواياتهم الأولي. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمع «حافة الكوثر» مجتمع «حافة الكوثر»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon