توقيت القاهرة المحلي 17:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رد اعتبار

  مصر اليوم -

رد اعتبار

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

حسناً فعلت لجنة الإعداد للدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب (يناير 2018) عندما اختارت الكاتب المبدع الراحل عبد الرحمن الشرقاوي ليكون شخصية العام، حيث لم يأخذ الشرقاوي حقه من الاحتفاء والتكريم والتعريف بأعماله. ولذا يجوز اعتبار اختياره هذا بمنزلة رد اعتبار مستحق. 

لا يعرف كثيرون أنه مؤلف الرواية التي نسج منها المبدع الكبير الراحل أيضاً حسن فؤاد سيناريو فيلم يُعد من روائع السينما العربية. شاهد الملايين فيلم «الأرض» دون أن يعرفوا إلا أنه فيلم للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين. قليل علي الأرجح هم من يعرفون أنه ما كان لهم أن يشاهدوه إلا لأن الشرقاوي كتب روايته. 

تستمد هذه الرواية أهميتها من أنها أهم الروايات العربية التي تعالج قضية الصراع الطبقي في الريف. فالظلم الذي تعرض له الفلاحون لم يكن محصوراً في مصر، بل يقول لنا التاريخ إن هذا الظلم كان أقل مما حدث في بلدان كثيرة رزح فيها الفلاحون تحت نير الإقطاع الحقيقي الذي لم يوجد في مصر وفق التعريف العلمي له. سيكون معرض القاهرة للكتاب إذن فرصة لكي يعرف كثير من رواده ومتابعي نشاطاته إبداع الشرقاوي الذي كانت رواية «الأرض» إحدي بداياته الأولي، إذ بدأ نشرها في صحيفة «المصري» عام 1953، ولكنها لم تُستكمل، ثم صدرت في كتاب العام التالي. فقد ظل الاهتمام بإبداع الشرقاوي محصوراً في بعض المثقفين، وفي أوساط يسارية احتفت به في مناسبات عدة. وكان أكثر من أنصفه، وإن بالغ في الطريقة التي اختارها لهذا الغرض، الشاعر المبدع الراحل فؤاد حداد الذي كتب قبيل رحيله عام 1985 إن «الأرض» هي بداية الرواية، وربما قصد الرواية الاجتماعية-الطبقية. 

كان الشرقاوي مبدعاً متعدد المواهب. كتب الشعر والمسرحية والمقالة السياسية والاجتماعية، إلي جانب الرواية. وعُرف مبكراً بقصيدة «من أب مصري إلي الرئيس ترومان»، التي عبرت عن التناقض الذي تبلور في خمسينيات القرن الماضي بين حركة التحرر العربية والسياسة الأمريكية في بداية تحرك الولايات المتحدة للسيطرة علي منطقتنا: (أعلم أنك تهوي الزهور/ فتنشر ألوانها في الدماء/ وتمشي من الأرض في حيث شئت لتقطف زهور الربيع/ فتسحق أوراقها اليانعات/ وتنثرها فوق أرض الشقاء/ وأعلم أنك تهوي العطور/ فتنشر في الأرض عطر العفونة). 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رد اعتبار رد اعتبار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon