توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

5 يونيو: الهزيمة والرواية

  مصر اليوم -

5 يونيو الهزيمة والرواية

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

قضى الروائى الكبير صنع الله إبراهيم خمسة أعوام فى السجن (1959-1964) بسبب معارضته بعض سياسات تلك المرحلة. لم يكن متوقعاً حينها أن تكون هذه السياسات، مثل غلق المجال العام أمام المشاركة الشعبية الحرة التى تجعل المجتمع منغمساً فى قضاياه الوطنية, من أسباب هزيمة 1967. وتبين بعد ذلك مدى أهمية هذه المشاركة التى تحققت جزئياً فى الفترة بين 1967 و 1973، وظهر أثرها فى انتصار أكتوبر. وبدا وقتها الفرق بين المجتمع حين كان مُغَّيباً عن الشأن العام، وعاجزاً بالتالى عن أى عمل إيجابى، وعندما أصبح حاضراً بدرجة ما وقادراً على أداء دوره فى دعم جيشه قبيل حرب 1973 وخلالها. فى تلك الأجواء، وفى العام التالى للهزيمة، كتب صنع الله إبراهيم رواية أطلق عليها «67». ولم يتيسر له نشرها فى وقتها, ونسيها بعد ذلك إلى أن وجد مخطوطتها أخيراُ، فقرر نشرها كما هى كشهادة على مرحلة، حيث أصدرتها «دار الثقافة الجديدة» قبل أسابيع.

تتكون رواية «67» من 12 فصلاً يتناول كل منها أحد أشهر عام 1967. و يمكن لقارئها استخلاص بعض أهم أسباب الهزيمة من تأمل حركة شخصيات الرواية، والسياق العام لحواراتهم التى تعبر عن حالة التحلل التى تصيب أى مجتمع حين يُفرض عليه الانصراف عن قضاياه، ويستبد به الخوف، فيصيب التشوه أنماط العلاقات فيه.

وبرع المؤلف فى التعبير عن الأجواء السائدة حينها منذ المشهد الأول فى حفلة رأس السنة ليلة أول يناير 1967 حين نتذكر إنصاف أحد الغائبين: (هو وحده الذى ينقصنا. كيف نتركه فى قطعة أرض لا تحمل حتى اسمه. ألا يكفى أنهم قتلوه بعد تعذيبه؟) مروراً ببعض مشاهد من يوم 5 يونيو فى الفصل السادس (الأخبار جيدة أليس كذلك؟ أجل رائعة) .. (قال صادق إنه سيكتب مقاله القادم من تل أبيب) .. (بعد قليل اتصلت بالجريدة فرد صادق وكان يبكى. قال: كل شىء انتهى .. وواصل البكاء), ووصولاً إلى أحد مشاهد نهاية الرواية حين نتأمل إنصاف شريط حياتها التى قضتها (جالسة تشهد الآخرين وهم يذهبون إلى السجن أو الخارج أو الحياة الأخرى).

حقاً، ما أروعه إبداع صنع الله إبراهيم الروائى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

5 يونيو الهزيمة والرواية 5 يونيو الهزيمة والرواية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon