توقيت القاهرة المحلي 13:30:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجنازتان المهيبتان

  مصر اليوم -

الجنازتان المهيبتان

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

فى الليالى الظلماء نبحث عن ضوء، وفى الأيام السوداء نبحث عن بارقة أمل ولم تشهد منطقتنا أياماً أكثر سواداً مما نعيشه الآن، بعد أن انغمس كثير من بلدانها، وقطاعات واسعة من شعوبها, فى حروب تعصب وكراهية وعنف وإرهاب. 

ولذا لا ينبغى أن يمر حدث تشييع السياسية المناضلة فاطمة إبراهيم فى السودان، والفنان المثقف عبد الحسين عبد الرضا فى الكويت، قبل أيام دون أن نلتمس منهما شيئاً من الأمل الذى ينبغى التمسك به حين نتأمل حالة منطقتنا ونفكر فى مستقبلها. 

جنازتان مهيبتان يقل مثلهما هذه الأيام فى الحجم، ويندر ما يشبههما فى تنوع المشيعين واختلاف انتماءاتهم وأفكارهم، وتناقض مواقفهم، جموع غفيرة شيَّعوا الفنان الكوميدى الكبير عبد الحسين عبد الرضا تحت درجة حرارة اقتربت من الخمسين إلى مثواه الأخير فى مقبرة الصليبيخات. مشاعر إنسانية فياَّضة تعلو الانتماء المذهبى الذى مازال التطرف فيه يصب الزيت على نار حروب، ويؤَّجج صراعات، فى المنطقة. لا أثر للانتماء المذهبى فى جنازة فنان شيعى. الكويتيون، والعرب الآخرون، الذين شيَّعوا عبد الرضا يحبونه فناناً وإنساناً أياً كان مذهبه. صور الجنازة تُظهر أن اللافتات الأكثر شيوعاً هى التى كُتب فيها «نحبك». ويالها من كلمة باتت شحيحة فى عصر الكراهية والبغضاء. 

لم يختلف المشهد كثيرا فى تشييع فاطمة إبراهيم فى اليوم نفسه إلى مثواها الأخير فى أم درمان، كان اليساريون الذين شيَّعوا رفيقتهم القيادية فى الحزب الشيوعى السودانى قلة وسط جموع المشَّيعين من مختلف الاتجاهات، كانت أعلام حزب الأمة بألوانها الخضراء والحمراء والسوداء، وأعلام حزب الاتحاد الديمقراطى بألوانها الخضراء والصفراء والزرقاء، ترفرف معاً إلى جانب أعلام الحزب الشيوعى الحمراء. 

حضور نسائى قوى، وغير معتاد فى تقاليد الدفن فى السودان، اعترافاً بفضلها فى الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها، الأمر الذى جعلها جديرة بأن تكون المرأة العربية الوحيدة التى رأست اتحاد النساء العالمى. 

مشهدان يساعدان فى التمسك بالأمل فى الخروج من الخنادق السياسية والدينية والمذهبية والعرقية التى يتخندق فيها معظم العرب اليوم، ويتحين هذا الفريق أو ذاك منهم الفرصة للانقضاض على آخر يكرهه. فما أشدها حاجتنا إلى البحث عن أى ضوء وسط الظلام المخيم على منطقتنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنازتان المهيبتان الجنازتان المهيبتان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon