توقيت القاهرة المحلي 16:08:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الديكتاتورية فى أمريكا

  مصر اليوم -

الديكتاتورية فى أمريكا

بقلم:د. وحيد عبدالمجيد

 عندما كتب المفكر والسياسى الفرنسى إليكس دى توكفيل كتابه المشهور «الديمقراطية فى أمريكا» فى ثلاثينيات القرن الماضى، لم يحل إعجابه بهذه الديمقراطية دون التحذير من إمكان تحولها إلى ديكتاتورية أو طغيان. فقد أدرك أن الطغيان «الديمقراطى» يظهر حين تُسئ الأغلبية استخدام السلطة.

وسبقه إلى التحذير من ديكتاتورية الأغلبية بعض الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، خاصة جون أدامز الذى صك مصطلح استبداد الأغلبية. واستُخدم هذا المصطلح بعد ذلك كثيرًا فى كتابات سياسية وأكاديمية على حد سواء. فقد رأى المفكر الإنجليزى المحافظ إدموند بيرك مثلاً أن استبداد الأغلبية يكون مضاعفًا. وكان الفيلسوف الإنجليزى جون ستيوارت ميل الأكثر اهتمامًا بتحليل ديكتاتورية الأغلبية فى كتابه «عن الحرية» الصادر عام 1859.

وعرفت الولايات المتحدة فعلا ديكتاتورية الأغلبية فى فترات حصل فيها أحد الحزبين على البيت الأبيض ومجلسي الكونجرس. غير أن أخطار الديكتاتورية التى ستنتُج من سيطرة الحزب الجمهورى على الرئاسة والمجلسين تبدو أكبر من أي مرة سابقة لسببين. أولهما اقتران ديكتاتورية الأغلبية هذه المرة بحالة شعبوية تتضاءل فى ظلها قيمة الديمقراطية. أما السبب الثانى فهو أن أغلبية قضاة المحكمة العليا محافظون يضعون أحيانًا القيم التى يؤمنون بها فوق الإجراءات الديمقراطية، الأمر الذى يجوز معه القول إن السلطة باتت مركزةً فى حزب واحد مختزل فى شخص. سيكون فى إمكان الرئيس المنتخب تمرير أى تشريع أو قرار يريده فى مجلسي الكونجرس، باستثناء ما يتطلب وجود أغلبية خاصة (60 مقعدًا فى مجلس الشيوخ) لا يملكها.

ولن يكون هذا جديدًا فى أمريكا، ليس لأنها عرفت ديكتاتورية الأغلبية من قبل فقط، ولكن لأن التوافق بين الحزبين بشأن بعض القضايا خلق حالةً ديكتاتورية فى بعض الحالات، كما رأينا فى عدم اعتراض الأغلبية الجمهورية فى مجلس النواب الحالى على مخالفة بايدن الدستور عندما تجاهل الكونجرس فى قرار إرسال مساعدات عسكرية إلى الكيان الإسرائيلى.

ولو قُدر لأليكس توكفيل أن يبقى حيًا لكتب عن تحقُق ما توقعه وحذر منه، وربما فكر فى نشر كتاب تحت عنوان «الديكتاتورية فى أمريكا».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديكتاتورية فى أمريكا الديكتاتورية فى أمريكا



GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:43 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon