توقيت القاهرة المحلي 03:51:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلدورادو فى مصر

  مصر اليوم -

إلدورادو فى مصر

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

مازال البحث عن «كنوز» تحت الأرض يداعب خيالنا فى عصر صار العقل الإنسانى فيه هو الكنز الأعظم. ولذلك لم يكن مدهشاً حجم التفاعل مع الشائعة التى انتشرت قبل أيام عن احتمال وجود بترول فى منطقة بمصر الجديدة بدأ الحفر فيها ضمن مشروع مد مترو الأنفاق، ودلالته على حالة العقل المصرى. 

وهذه الحالة تحديداً هى التى تدفع الى البحث عن الثروة بعيدا عن استخدام العقل فى الوقت الذى تعتمد فيه الدول التى شقت طريقها نحو التقدم عليه لزيادة مواردها وتنمية اقتصاداتها ومجتمعاتها. ولذلك ازدادت أهمية التنمية البشرية، أى الاستثمار فى الإنسان من خلال الارتقاء بالتعليم والبحث العلمى واتباع السياسات اللازمة لتشجيع الابتكار والاختراع، وخلق الأجواء الملائمة لتفجير الطاقات الإبداعية الخلاَّقة لدى الإنسان، وتوسيع نطاق الحريات التى يتعطل الإبداع فى حالة التضييق عليها. وبفضل هذا الاستثمار فى الإنسان، يتوسع نطاق الاقتصاد الجديد أو الاقتصاد الرقمى على المستوى الدولى، ويزداد إسهامه فى إنتاج الثروة اعتماداً على العقل الذى يفكر ويُبدع ويبتكر. وأصبح دور هذا العقل فى إنتاج الثروة أكبر من عناصر الإنتاج التقليدية مثل رءوس الأموال والموارد الطبيعية. 

ولا يعنى ذلك عدم الاهتمام بهذه العناصر التى يقل وزنها تدريجياً فى إنتاج الثروة فى العالم، بل يجب إعطاؤها حجمها الطبيعى, وبالتالى وضع حد لأحلام اكتشاف البترول. 

وهكذا يؤدى افتقارنا إلى السياسات اللازمة للارتقاء بالتعليم وتحقيق تنمية بشرية وتوفير الأجواء الملائمة للإبداع والابتكار إلى انغماسنا فى البحث عن «إلدورادو» أو مكان الثروة المخبوءة تحت الأرض. 

و«إلدورادو» كلمة اسبانية تعنى الذهب أو الذهبى، وتشير إلى أسطورة قديمة عن ملك أو زعيم كهنة فى إحدى قبائل أمريكا الجنوبية - التى استعمرتها اسبانيا لفترة طويلة - كان يغطى نفسه بغبار الذهب فى احتفال سنوى قرب مدينة أسطورية تُسمى مانوا أو أوموا فى أرض خرافية يوجد فيها من الذهب والفضة والياقوت والمرجان وغيرها من الأحجار الكريمة ما لا عين رأت، ولا أُذًن سمعت. ولم يُعرف أبداً المصدر الأصلى لهذه الأسطورة، ولكن كلمة «إلدورادو» تحولت إلى رمز لأى مكان يمكن الحصول على ثروة سريعة فيه، أو للبحث عن الثروة المدفونة فى كنز تحت الأرض. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلدورادو فى مصر إلدورادو فى مصر



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon