توقيت القاهرة المحلي 13:33:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المقاومة.. ومسألة المكان

  مصر اليوم -

المقاومة ومسألة المكان

بقلم:د. وحيد عبدالمجيد

لم تعد نظريات حرب العصابات أو المغاوير، التى انتشرت فى الربع الثالث من القرن الماضى, صالحة فى زمننا. ومن بينها نظرية ماوتسى تونج عن العلاقة بين المقاتلين الذين يحاربون أو يقاومون أعداءً متفوقين عليهم عددًا وعُدة، والمكان الذى يقاتلون فيه أو البيئة المجتمعية التى يوجدون بها. تتلخص هذه النظرية فى أن المكان بالنسبة إلى المقاتلين مثل البحر بالنسبة إلى السمك. والمعنى واضح، وهو أن على المقاتلين أن يبنوا قواعد ارتكازهم فى مكان آمن يدعم سكانه قضيتهم أو يتعاطفون معها.

كانت هذه النظرية صالحةً فى زمنها قبل أن تتطور أدوات الاستخبارات وصولاً إلى مرحلتها الإلكترونية التى يُستخدم فيها الذكاء الاصطناعى، ويبتكر المستعمرون والطغاة وسائل جهنمية للتغلغل فى المجتمعات، بما فيه البيئات الحاضنة لحركات المقاومة التى تعتمد على حرب العصابات، ومن ثم تجنيد أشخاص يمدونهم بمعلومات.

كما أن نظرية ماو لم تنطبق حين كانت صالحة على بعض حركات المقاومة ضد الاستعمار لأسباب مختلفة. ومن بينها المقاومة الفلسطينية التى بدأت فى أول يناير 1965 بتأسيس قوات العاصفة جناحًا عسكريًا لحركة «فتح». كانت الهيمنة الصهيونية على المجتمع الفلسطينى الخاضع للاحتلال قد بلغت مبلغًا كبيرًا قبل أن تبدأ المقاومة. ولهذا تعذر عليها إقامة قواعد ارتكاز آمنة فى فلسطين المحتلة عام 1948، فسعت إلى بنائها فى دول الجوار. وتمكنت من ذلك فى الأردن لبضع سنوات حتى تنامت خلافاتها مع السلطة الأردنية وقادت إلى صدام «أيلول الأسود». وإذ أُغلِقت الحدود السورية مع فلسطين أمامها، فقد حاولت أن تعمل من جنوب لبنان. ولكن قوة حضورها فى الساحة السياسية اللبنانية أدخلها فى صراعات أضعفتها نسبيًا، فواجهت ما يمكن أن نسميها أزمة المكان. وفاقمت الاعتداءات الإسرائيلية هذه الأزمة، وصولاً إلى إرغامها على مغادرة لبنان إثر الاجتياح الصهيونى عام 1982.

ولهذا فليست جديدةً مشكلة المكان التى تواجه المكتب السياسى لحركة «حماس» الآن، إذا صحت الأنباء عن أن أعضاءه قد يضطرون إلى مغادرة الدوحة. فهذه الأزمة لصيقةً بالمقاومة الفلسطينية منذ نشأتها، وستبقى كذلك فى الفترة المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاومة ومسألة المكان المقاومة ومسألة المكان



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon