توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليسوا مجانين

  مصر اليوم -

ليسوا مجانين

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تدل متابعة مسار التجارب الصاروخية والنووية فى كوريا الشمالية على أن القرارات المتعلقة بها مدروسة ومعتمدة على رؤية واضحة. ليس مجنونا الرئيس كيم جونج أون وأركان نظامه، ولا هم صبية يلهون بأمن العالم وأمانه، بعكس الخطاب الذى يعتبرهم كذلك فى كثير من وسائل الإعلام الغربية، بل فى الخطاب السياسى الرسمى لبعض الحكومات. 

يعتمد هذا الخطاب على صور تُلتفظ للرئيس جونج أون حين يتفقد صاروخاً، ويبدو ضاحكاً ملء شدقيه، أو عندما يطلب من مرافقيه أن يأتوه بالمنظار المكبَّر ليتابع تجربة صاروخية، فيبدو كما لو أنه يلهو بمفرقعات لا يدرك خطرها. ويكثر فى هذا السياق الحديث عن سلوكياته التى يبدو بعضها غير طبيعية, والتذكير بما فعله عندما قتل زوج عمته ثم ذهب لتناول العشاء معها، وقصص أخرى تُروى فى سياق التدليل على أن وجود سلاح نووى بين يديه كارثة للعالم. 

ويغيب عمن يسعون إلى شيطنة جونج أون أنه حفيد الرئيس كيم أيل سونج الذى أسس نظام الحكم الحالى فى كوريا الشمالية بعد الحرب العالمية الثانية، وتطلع إلى توحيد شبه الجزيرة الكورية، ولكنه تراجع عندما أدرك أن التكلفة فادحة والطرق مسدودة. وكان تراجعه هذا قراراٍ عاقلاُ0 

تبنى هذا النظام منذ البداية عقيدة أطلق عليها «الاستقلال المطلق» التىتقوم على تجاهل القواعد المنَّظمة للعلاقات الدولية، سواء كانت قانونية أو سياسية. ولذلك لم يعترف بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأصر على المضى قدما فى برنامج يهدف إلى تطوير هذه الأسلحة مدفوعاً بعاملين. أولهما مرتبط بعقيدة «الاستقلال المطلق» وهو الإيمان بأن الدولة الضعيفة لا تستطيع تعزيز مركزها على المستوى الدولى إلا إذا امتلكت سلاحاً نووياً. والعامل الثانى يرتبط بعدم قدرة كوريا الشمالية على الحصول على الطائرات الحربية الحديثة التى تعتقد قيادتها أنها ضرورية للدفاع عن البلاد. 

وما يفعله الرئيس جونج أون اليوم ليس إلا امتداداً لهذه السياسة فى مرحلة متقدمة من البرنامجين النووى والصاروخى، واعتماداً على تراكم الخبرة فى إدارة الصراع حولها بطريقة فرض الأمر الواقع، واستغلال الصعوبات الهائلة التى تحول دون رد عسكرى تدفع كوريا الجنوبية جزءاً كبيراً من فاتورته، وتخشى روسيا والصين تبعاته عليها. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليسوا مجانين ليسوا مجانين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon