توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشهد يُجسد فشلاً!

  مصر اليوم -

مشهد يُجسد فشلاً

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

تركت الوزيرة والمرشحة السابقة للرئاسة الفرنسية سيجولين رويال حزبها الاشتراكى فى محنته التى تظهر بوضوح أكثر كلما اقترب موعد الانتخابات فى ابريل المقبل، وذهبت لتشييع الزعيم الكوبى الراحل فيديل كاسترو.

بدا المشهد مثيراً عندما وقفت رويال على ضريح كاسترو، وتغنت بأمجاده كما لو أنه زميل كفاح طويل، وهو الذى كان الاشتراكيون أمثالها ضمن أعدائه التاريخيين. فقد تبنى كاسترو اتجاهاً ماركسياً لينينياً سبق أن تخلى عنه أسلاف رويال الأوائل الذين أسسوا التيارين الاشتراكى الديمقراطي، والاشتراكي، بعد خروجهم من معطف الشيوعية فى مطلع القرن الماضي.ولذلك فبالنسبة إلى كاسترو، كانت رويال وأمثالها أذناباً لليبرالية وخدماً للبورجوازية، مثلما كان مؤسسو الاشتراكية الديمقراطية فى نظر مثله الأعلى فلاديمير لينين.غير أن تراكم فشل الحزب الاشتراكى الفرنسى يجعله فى حالة انعدام وزن لا تقتصر على الموقع المتأخر الذى سيشغله مرشحه فى الانتخابات الرئاسية الوشيكة، بل يجعل قادته فى حالة عدم توازن على نحو يدفع إلى الشفقة.فهم يتابعون كل يوم الصعود المُدَّوى لليمين القومى المتطرف، وأقصى اليمين المعتدل فى حزب الجمهوريين، وانتشار نزعات الانغلاق ورفض الآخر فى بلدهم الذى انطلق منه التنوير الثقافى والفكرى إلى أوروبا، ومن ثم إلى العالم.لا تذكر رويال، وهى فى حالتها هذه، إنها كانت بالنسبة إلى كاسترو مثل كارل كاوتسكى (مؤسس الاسمية الثانية التى خرجت الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية من عباءتها) فى نظر لينين. وقد وصل عداء لينين ضد كاوتسكى إلى حد أنه خصص وقتاً معتبراً لتأليف كتاب فى هجائه صدر عام 1918 تحت عنوان (الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي).

فقد اعتبره لينين مرتداً وخائناً وانتهازياً خسيساً وخادماً للمستغلين والفاسدين. وكل ذلك لمجرد أن كاوتسكى أدرك أهمية الديمقراطية التى كان الماركسيون يسمونها «ديمقراطية بورجوازية» ورأى أنها تفتح أبواباً واسعة لتحقيق مصالح الطبقة العاملة من خلال نضال إصلاحى وليس ثورياً.

وهكذا بدا مشهد رويال وهى تغدق المديح على كاسترو تجسيداً لإخفاق الاشتراكيين الأوروبيين فى مرحلة يتداعون فيها، بعد أن فشل رفاق كاسترو الشيوعيون وانتهى أمرهم تقريباً فى مرحلة سابقة. فياله من مشهد قلما نجد مثله فى تجسيد فشل المادح والممدوح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشهد يُجسد فشلاً مشهد يُجسد فشلاً



GMT 20:59 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

الباشا .. والأستاذ

GMT 08:26 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ثراء فكرى وإنسانى

GMT 04:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محنة الأندية الشعبية

GMT 03:26 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

آلام مُلهمة

GMT 01:14 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اجتهادات من يملأ الفراغ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon